يعيش الصحفيون والاعلاميون في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، أوضاعا معيشية صعبة للغاية مع انقطاع مرتباتهم، والقيود الحوثية المتزايدة على حرية النشر والتعبير، واغلاق وسائل الاعلام المستقلة والمضي نحو تكميم أفواه الاصوات غير المنتمية للمليشيات او التي لاتخدم مشروعها.
وتداول ناشطون وحقوقيون حالات لصحفيين تعرضوا للسجن والضرب والطرد من منازلهم بعد عجزهم عن تسديد ايجارات مساكنهم ودفع التزاماتهم تجاه اسرهم، في حالة تكشف طبيعة الأوضاع والاحوال التي وصلت إليه كافة شرائح المجتمع في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.
وطيلة فترة الحرب تحول العشرات من الصحفيين والإعلاميين والمرتبطين بمهنة الصحافة، إلى مهن أخرى، بعد أن أوقفت الميليشيا الرواتب وأغلقت المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى أن الكثير آثار السلامة والابتعاد من هذه المهنة التي جاهرت الميليشيا بالعداء لمنتسبيها، واعتبرتهم أشد خطراً ممن يحملون السلاح.
مؤخرا تعرض الصحفي محمد قائد العزيزي، للاعتداء والطرد من منزله قسراً، في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الميليشيا من قبل عصابة مسلحة تتبع مالك العمارة المستأجر فيها.
ووفق ما نقله الصحفي، جميل مفرح، في منشور له على فيسبوك، فإن الصحفي العزيزي تعرض للاعتداء من قبل عصابة تابعة للمؤجر وإخراجه قسرًا من مسكنه بحكم قضائي وصفه بالجائر.
وأوضح أن العزيزي تعرض قبل أشهر للاعتداء والضرب المبرح، من قبل مجموعة يقودها مالك العقار الذي يسكنه، أدخل على إثره العناية المركزة.
وقال الصحفي، مفرح إن انقطاع الرواتب، إضافة إلى جشع بعض المؤجرين أدي إلى عجز العزيزي عن دفع الإيجار واصفاً وضع الصحفي العزيزي انه يعيش وأسرته وضعًا مأساويًا وشتاتًا مؤلمًا”.
وقبل أسبوع تداول إعلاميون وناشطون على نحو واسع، صورة لأهم مخرج صحافي يمني، عمل في الصحف الرسمية والخاصة لعقود، إلا أنه اضطر إلى بيع "القات" بعد أن أغلقت الميليشيا الحوثية كل الصحف الصادرة من صنعاء.
ويعدّ "طارق السامعي" أحد كوادر صحيفة 26 سبتمبر الحكومية، إلا أنه عمل في عدد من الصحف الحزبية والأهلية، كما تربطه علاقة واسعة مع الصحفيين اليمنيين.
ولقيت الصورة تعاطفاً كبيراً من رواد التواصل الذين أكدوا أن الميليشيا الحوثية هي من أوصلت حال العاملين في الصحافة إلى هذا المآل، كما أنها تكّن للعاملين في هذه المهنة العداء، فمارست ضدهم كل الانتهاكات، بدءا من محاربته بمصدر رزقه، وصولا إلى قتله أو اختطافه وتغييبه.
وقبلها بأيام تناقل رواد التواصل الاجتماعي صورة أخرى للصحفي فيصل عبدالحميد دبوان السراجي، والذي لجأ إلى بيع الثلج وسط صنعاء، بعد أن تقطعت به سبل الصحافة في صنعاء التي غدت سجناً كبيراً
وأكد حقوقيون أن الصحفي السرحي تحول إلى مهنة بيع الثلج، بعد تجربة أعمال شاقة كثيرة لجأ إليها لسد رمق العيش، بعد أن قذفت به ظروف الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي إلى قارعة البطالة.
وفي وقت سابق من شهر مارس كان قد اعتقل الصحفي محمد عبدالعزيز الحمادي، والذي يعمل في صحيفة الثورة، والزج به في سجن محكمة غرب الأمانة بالعاصمة صنعاء على خلفية إيجارات متأخرة.