أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها أكملت تسليم الأنشطة الطبية في مأرب وتعز إلى السلطات المحلية، بعد سنوات من تقديم الرعاية الطبية الحرجة في المدينتين المتضررتين من النزاع في اليمن.
وعزا مراقبون قرار المنظمة التي يقع مقرها الرئيسي في سويسرا والتي يأتي 98% من تمويلها من جهات مانحة خاصة، إلى استمرار تخفيض التمويلات في بلد يواجه الآن مجموعة متنامية ومعقدة من التحديات المترابطة، والتي ازدادت حدتها منذ بداية عام 2025.
ويعرقل هذا الوضع الجهود الإنسانية والتنموية، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى ملايين الأشخاص في حالات الطوارئ الحرجة.
وحثّت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في صنعاء، تيلا محمد، في بيان صحفي جميع الأطراف المعنية على حماية البنية التحتية الطبية وضمان وصول آمن ودون عوائق إلى الرعاية الصحية لمن هم بحاجة إليها، في وقت أصبح فيه الوصول إلى المساعدات الإنسانية أكثر خطورة من أي وقت مضى.
ومنذ بداية العام الحالي، علّقت مشاريع عديدة، ما أعاق إيصال السلع والخدمات الأساسية والبنية التحتية الصحية، بما في ذلك المستشفيات. كما علّقت حملات ومراكز التطعيم، ذات الأهمية الخاصة للنساء والفتيات. ونتيجةً لذلك، أصبحت عمليات إنقاذ الحياة والدعم طويل الأمد غير متاحة للعديد من شرائح السكان المحتاجين. وما لم توفّر بدائل لتعويض هذه الفجوات، سيستمر الوضع الحرج أصلاً في التدهور. وبالتالي، ستصبح العودة إلى التدخلات الأساسية أكثر تعقيدًا وتكلفةً بمرور الوقت.
ولا يزال اليمن يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يحتاج أكثر من 19 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، ويعتمد الكثير منهم عليها من أجل البقاء.
ومنذ عام 2019، عملت منظمة أطباء بلا حدود في مأرب مع السلطات المحلية والصحية لتقديم رعاية صحية مجانية وعالية الجودة، وتقديم الرعاية الأساسية للنازحين والمهاجرين في عيادة صندوق النظافة، ودعم مكتب الصحة بالمحافظة في عيادة الرمسة.
وشهدت مدينة تعز أزمة صحية خانقة، حيث أدى النزاع والانهيار الاقتصادي إلى محدودية حصول الناس على الرعاية الصحية. ومنذ عام 2021، دعمت منظمة أطباء بلا حدود، بالتعاون مع وزارة الصحة، قسم رعاية الأم والطفل في مستشفى الجمهوري، وساعدت في تلبية احتياجات الرعاية الصحية واسعة النطاق.
وفي كلا المشروعين، وفرت منظمة أطباء بلا حدود استجابات طارئة لتفشي الكوليرا والحصبة كذلك، ووزعت مجموعات من المستلزمات غير الغذائية على النازحين المتضررين من الفيضانات.
ويواجه العاملون في المجال الإنساني، مخاطر وتهديدات تهدد سلامتهم وأمنهم أثناء عملهم.
ولا يزال عدد كبير من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني محتجزين منذ عام من قبل الحوثيين. ويثير هذا الوضع مخاوف عميقة ومتزايدة بشأن سلامتهم ورفاههم.
وأكدت "أطباء بلا حدود" أنها "تظل حاضرة بشكل نشط في 10 محافظات في جميع أنحاء اليمن، وتواصل تقديم رعاية الإصابات، وخدمات الأمومة والطفولة، والدعم الطبي الطارئ في المناطق التي تواجه أزمات إنسانية وصحية حادة".
وأدت سنوات الصراع إلى تدمير البنية التحتية العامة، حيث يفتقر ملايين الناس إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية.
وأشارت المنظمة في بيانها إلى أن الدمار الأخير لمطار صنعاء وميناء الحديدة، وهما نقطتا دخول أساسيتان للإمدادات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني الذين يسافرون من وإلى اليمن، سيكون له أثر مدمر على الشعب اليمني، الذي يعاني بالفعل من أزمة إنسانية هائلة.