ضبطت الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب، شرق اليمن، أكثر من 70 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر، كانت في طريقها للتهريب من مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين باتجاه مدينة العبر بمحافظة حضرموت، بحسب ما أعلنت عنه السلطات المحلية يوم الاثنين.
وذكر مصدر أمني أن العملية نُفذت في إحدى النقاط الأمنية بمديرية الوادي، حيث اشتبه أفراد النقطة بمركبة أثناء مرورها، ليتم توقيفها وتفتيشها بشكل دقيق، ما أسفر عن اكتشاف كمية كبيرة من مادة الحشيش كانت مخفية بعناية داخل المركبة.
وأكد المصدر أن قوات الأمن قامت بضبط سائق المركبة وتحريز المواد المخدرة، قبل إحالتهما إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية اللازمة، مشيرًا إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الشحنة كانت في طريقها إلى خارج البلاد عبر منفذ العبر، في محاولة لاستغلال الطرق الصحراوية الوعرة.
نشاط متصاعد لشبكات تهريب المخدرات
وتأتي هذه العملية في سياق تصاعد نشاط شبكات تهريب المخدرات القادمة من مناطق سيطرة الحوثيين، والتي تستخدم محافظة مأرب كممر عبور نحو المحافظات الشرقية والحدود البرية مع السعودية. وتشير تقارير أمنية إلى أن الجماعة الحوثية تستفيد ماليًا من زراعة وتجارة المخدرات، وتسهّل مرورها عبر شبكات تهريب محمية من قبل قيادات نافذة.
وكانت السلطات الأمنية في مارب قد أعلنت، خلال الأشهر الماضية، عن إحباط عدة محاولات مماثلة لتهريب الحشيش والحبوب المخدرة، الأمر الذي يضع المحافظة في مواجهة مستمرة مع شبكات الجريمة المنظمة، وسط تحديات أمنية ومعيشية معقدة.
دعوات لتعزيز الإجراءات الأمنية
وفي ظل تنامي هذه الظاهرة، دعت قيادات أمنية وسلطات محلية إلى تعزيز الرقابة على الطرق الصحراوية ومنافذ العبور، وتكثيف التعاون بين الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة لمواجهة ظاهرة تهريب المخدرات، التي تهدد الأمن المجتمعي وتغذي اقتصاد الحرب في اليمن.
كما طالبت منظمات مدنية بضرورة فتح تحقيقات شفافة حول الجهات المتورطة في هذه الأنشطة، ومساءلة أي عناصر أمنية قد تتواطأ مع شبكات التهريب، إلى جانب إطلاق حملات توعية لمواجهة آثار المخدرات على المجتمع، لا سيما في صفوف الشباب والنازحين الذين يشكلون شريحة واسعة في مأرب والمناطق المجاورة.