محلي

ثروة لحج الخضراء تواجه الزوال.. النخيل تحت تهديد الجفاف والآفات

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 3 ساعة و 40 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تُعد شجرة النخيل في محافظة لحج، واحدة من أقدم وأهم الثروات الزراعية التي يعتمد عليها سكان الأرياف في تأمين سبل معيشتهم، لاسيما في المناطق الشرقية والوسطى من المحافظة، حيث تنتشر مزارع النخيل على مساحات واسعة وتشكّل مصدر دخل رئيسي لعشرات الأسر.

إلا أن هذه الثروة الطبيعية تواجه في الآونة الأخيرة خطرًا متزايدًا بفعل عوامل مناخية وبيئية متعددة، أبرزها موجات الجفاف المتكررة، وشحّ مياه الري، فضلًا عن تفشي بعض الآفات والحشرات الضارة، إلى جانب هجمات الطيور التي تلتهم ثمار النخيل قبيل موسم الحصاد.

جفاف يهدد مزارع بأكملها

ويشكو مزارعون في مناطق مثل تبن وكرش وطور الباحة من انحسار المياه الجوفية وجفاف قنوات الري، نتيجة تراجع منسوب الأمطار وغياب مشاريع حصاد مياه فعّالة، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على إنتاجية النخيل، بل وتسبب في جفاف مئات الأشجار خلال السنوات الأخيرة.

يقول المزارع محمد صالح من منطقة صبر: "كانت النخلة الواحدة تنتج ما يكفي لتغطية احتياجات الأسرة لشهور، أما الآن، فبعض الأشجار لا تُخرج حتى نصف حملها السنوي بسبب قلة المياه والجفاف المستمر."

آفات تهدد المحصول

إلى جانب شح المياه، يعاني النخيل في لحج من انتشار عدد من الحشرات الضارة أبرزها سوسة النخيل الحمراء ودودة الطلع، وهي آفات زراعية تفتك بجذوع وسعف النخيل، وتتسبب في موت الأشجار تدريجيًا. وبحسب مزارعين، فإن غياب فرق الإرشاد الزراعي وقلة حملات المكافحة زاد من انتشار هذه الحشرات، مما ضاعف الخسائر.

كما تشكل بعض أنواع الطيور، لا سيما الغربان، تهديدًا موسميًا لثمار النخيل، حيث تهاجم العذوق في مرحلة النضج، ما يتسبب بإتلاف المحصول قبل جنيه.

غياب الدعم الرسمي

وفي ظل هذه التحديات المتزايدة، يعاني المزارعون من غياب شبه تام للجهات الزراعية المعنية، حيث لم تُسجّل أي مبادرات حكومية فعالة لحماية النخيل، أو دعم المزارعين في مواجهة أزماتهم. 

ويطالب الأهالي بإعادة تفعيل مكاتب الإرشاد الزراعي وتوفير المبيدات المناسبة، إلى جانب حفر آبار سطحية وتدشين مشاريع ري حديثة تخفف من آثار الجفاف.

خطر على الأمن الغذائي المحلي

ويرى مختصون أن استمرار تدهور مزارع النخيل في محافظة لحج لا يمثل تهديدًا للبيئة الريفية فحسب، بل يشكل خطرًا على الأمن الغذائي المحلي، في محافظة تعتمد نسبة كبيرة من سكانها على الزراعة كمصدر دخل رئيسي.

الحاجة إلى خطة إنقاذ

ومع اتساع رقعة التأثر، يدعو المزارعون والمهتمون بالشأن الزراعي إلى وضع خطة طارئة لإنقاذ ما تبقى من مزارع النخيل في لحج، تتضمن توفير المياه، ومكافحة الآفات، وتدريب المزارعين على أساليب حديثة في العناية بالنخيل، وصولًا إلى استعادة مكانة هذه الشجرة كرمز للخصب ومورد للعيش.

وفي الوقت الذي تنتظر فيه لحج حلولًا عاجلة، تواصل النخيل هناك صراعها الصامت مع الجفاف والحشرات، فيما يكتفي المعنيون بالمراقبة من بعيد.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية