محلي

اليمنيون يحتفون بالعيد الـ 35 لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية

اليمن اليوم - خاص

|
قبل 5 ساعة و 25 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 يحتفي اليمنيون اليوم الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990، وهي المناسبة الوطنية الكبرى التي أسست لعهد جديد في تاريخ اليمن الحديث، بعد عقود من التشطير والانقسام والصراعات الداخلية. يأتي الاحتفاء بهذه الذكرى المجيدة في وقت لا تزال فيه الجهود الوطنية، الرسمية والشعبية، مستمرة لإنقاذ البلاد من دوامة الحرب والانقسام التي أشعلتها الميليشيا الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، والسعي الجاد نحو تحقيق السلام الدائم والشامل الذي ينشده كل أبناء الشعب اليمني.

في مثل هذا اليوم التاريخي من عام 1990، رُفع علم الوحدة اليمنية خفاقاً في مدينة عدن، العاصمة الاقتصادية للبلاد، إيذاناً بميلاد الجمهورية اليمنية الحديثة، على يد الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح واخيه الرئيس علي سالم البيض ورفاقهم من رجالات الوطن الأوفياء، الذين تمكنوا من تتويج سنوات من النضال والعمل السياسي والوطني الحثيث بتحقيق الحلم الكبير الذي راود كل يمني حر. 

لقد شكلت الوحدة اليمنية نقلة تاريخية نوعية في حياة اليمنيين، حيث وضعت حداً لعقود من الانقسام والصراعات الشطرية، وأسست لمرحلة جديدة من البناء والتنمية والاستقرار.

وقد جسدت الوحدة الوطنية، في مضمونها العميق، تطلعات وأهداف الثورة اليمنية المجيدة، ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 في شمال الوطن، التي أسقطت نظام الإمامة الكهنوتي المتخلف، وثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963 في جنوب الوطن، التي أنهت الوجود الاستعماري البريطاني بعد 129 عاماً من السيطرة.

 وقد توّجت هاتان الثورتان بقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990، كتعبير حقيقي عن وحدة الأرض والإنسان والمصير، وكمحطة مفصلية في مسيرة نضال الشعب اليمني من أجل الحرية والكرامة والسيادة الوطنية.

غير أن هذه المناسبة الوطنية العظيمة تأتي هذا العام في ظل أوضاع معقدة وتحديات جسام تعصف باليمن أرضاً وإنساناً، حيث تدخل الحرب التي أشعلتها الميليشيا الحوثية عامها الحادي عشر، مخلفة وراءها كارثة إنسانية هي الأكبر على مستوى العالم، وفقاً لتقارير دولية. لقد عمدت هذه الميليشيا، منذ انقلابها على الشرعية الدستورية، إلى تكريس الانقسام، وتقويض مؤسسات الدولة، ونهب الموارد، وفرض أجندة طائفية دخيلة على المجتمع اليمني، فضلاً عن تعميق معاناة المواطنين عبر ممارساتها القمعية، وتجويعها المتعمد للناس، وشنها حرباً اقتصادية ممنهجة على الحكومة والمواطنين، في محاولة للهروب من الاستحقاقات الوطنية والدولية للسلام.

وتتزامن هذه الذكرى مع استمرار الميليشيا الحوثية في تهديد الأمن الإقليمي والدولي من خلال استهدافها المتكرر لخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، في تصعيد خطير يتجاوز حدود اليمن ويجعل من الميليشيا أداة لتنفيذ أجندات خارجية تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، وتزيد من عزلة الشعب اليمني ومعاناته.

ورغم هذه التحديات والمآسي، يظل الشعب اليمني متمسكاً بحلمه الكبير في استعادة دولته وإنهاء الانقلاب، وتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يضمن وحدة البلاد وسلامة أراضيه، ويصون كرامة المواطنين وحقوقهم، ويؤسس لدولة مدنية حديثة قائمة على سيادة القانون، والعدالة، والمواطنة المتساوية. إن الاحتفال بذكرى الوحدة اليمنية في هذا السياق هو تأكيد على أن إرادة اليمنيين لا تنكسر، وأن حلمهم بوطن موحد آمن مزدهر لا يزال حياً في قلوبهم، مهما طال أمد الحرب، ومهما تعاظمت التحديات.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية