آراء

سوسيولوچيا المعاناة والفرح.. عيد اليمنيين

عبدالستار سيف الشميري

|
04:20 2022/05/03
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

العيد نافذة صغيرة من زمن مغامرة البشرية مع البهجة والفرح، ويوم من رحاب الأمل الفسيح، تستجمع فيه طاقات جديدة لإعادة ترميم جدار العلاقات مع الأرحام والجيران.

وهو محطة تتهانأ فيها المشاعر وتبحث فيها النفوس عن سكينة وهو حدث ثقافي واجتماعي كثيف المعاني يحتاج إلى بحث سوسيولوجي للكشف عن شفرته وتأثيره لا سيما عندما يكون العيد في زمن الحرب.

كما هو شأن اليمنيين الذين يحاولون في العيد خلق بحار من ضوء تشبه بحار الأبدية كي يسبحوا فيها كل عام مرة أو مرتين من اجل التخفف من وعثاء الحرب وما علق في الروح والبدن من تأكسد وجروح.

يأتي العيد وهم منذ ثماني سنوات يبحثون عن انبلاجات صوت "ناي" يأتي من بعيد ليبشرهم بالسلام يرقبون بصيص ضوء عله يتشكل كي يضيئ عتمة الأيام السود الحوالك.

يحاول اليمني أن يتكيف مع أيامه حلوها ومرها عيدها وبؤسها ويصنع فرحته من عدم الموجودات، إنها قدرته الفائقه التي تعلمها من دروس الدهر وتقلبات الأيام منذ سيل العرم و"باعد بين أسفارنا".

لطالما بهرتني لوحة العيد الجميلة في اليمن، وكم هو صعب فقدانها وسرقتها بفعل الحرب والشتات، وتلطيخها ليصبح العيد بلون الدم ولحاف الموت، وزفرات الحنين إلى من غادرونا إلى السماء قبل أوان، ومروا مرور الكرام.

لقد شكل العيد بكل مفرداته من بهجة وفن وغناء وعطور وتزاور رزنامة الفرح الجميل، ولطالما سهرنا صغارا حتى مطلع الفجر وبارحنا النوم في انتظار صبح العيد أن يبدأ بعزف ايقاعاته وأحداثه.

تظل لوحة العيد بديعة فريدة.

وما زال للفرحة متسع، فها هي جموع الناس في اليمن تصنع شيئا من سرور رغم كل المعاناة والفقر والتعب والفقد، إنه لون من الامتزاج بين المعاناة والفرح، وسفرٌ من أسفار الصبر لشعب آلف الصبر وجعله طريقة حياة وعنوان بقاء.

وكل عام وأنتم بخير.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية