آراء

مركون على الرصيف.. "نظرات الشيطان الإيراني" تراقبني

محمد عبدالرحمن

|
01:09 2022/03/15
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

وأنت تمشي على رصيف صنعاء في ذروة القيض وانتصاف الشمس في كبد السماء، والمارة في تيه المعيشة ورقابة الأعين الإيرانية على أعمدة الإنارة، كثيراً سوف يتهادى إلى سمعك أصوات مبحوحة فيها من السباب والشتم واللعنات على تلك الأعين وتلك النظرات لأولئك الأشخاص البارعين في تدمير البلدان العربية مثل أعين سليماني ونظراته الشيطانية التي تراقب صنعاء وأهلها.

اختفى في الشمال المترع بالمآسي والأوجاع صوت اللحن وطرب النغم، وتكابد الناس وجع الصمت وانسياب شعور الانتظار أمام البنادق الملتوية في نحرها، وليس هناك ما يغني عن صوت لحن هارب من مخبئ التجأ إليه على حين غفلة الأعين الإيرانية في ذات يوم ممطر بالغيث يُطفئ لهيب جحيم ألقاه عميل إيراني على صدور اليمنيين وأسقطهم فيه عنوة، وهذا الشيء لا يُنهي الجحيم ولا محاولة الخروج منه.

شوارع مدن الشمال وقد تحولت إلى تمجيد قتلى طهران وإرهابييها الذين استباحوا العراق ولبنان وسوريا، والآن اليمن، يمتعض اليمني وهو يشاهدها تعتلي ناظريه وترسم صورة الاحتلال الإيراني الذي ركب على ظهر جماعة الحوثي التي انبطحت وامتهنت الارتزاق والعمالة لإيران واعتنقت مبادئها وأجندتها، هذه الصور التي تكشف وجه الارتزاق هي نقطة امتهان اليمني وتركيعه وقتله معنوياً ومادياً للوصول إلى مرحلة الاستسلام.

أنا أمام احتلال إيراني أعاني ويلاته وأتجرع أزماته وقوانينه وأجندته، يطوف بي الصبر في أزقة كل قرية ومدينة، وتصطادني تلك الأعين الإيرانية في كل زاوية، ولا أتابع مجريات تلك الأدعية التي تفرز بين الحق والباطل، لأن الباطل هو أن تبقى إيران ومخلفاتها الارتزاقية تصطاد اليمنيين وتزج بهم غياهب الجب وعذابات الزمن والأيام.

لا أمتلك القدرة على اتباع نهج سياسي لا يمنحني الإسناد واحتواء تطلعاتي التحررية من قيود الاستبداد الإيراني في بلدي وسيطرته على صنعاء، ولن أقف مع أولئك الذين يرغبون بصنعاء لكن في البقاء على الفراش الوثير في فنادق العالم وبين منتزهات أوروبا ومفاتنها، ولا يمكن أن أبيع صبري وصمودي في العيش تحت وطأة هذا الاحتلال التسلطي الكهنوتي لأي جماعة سياسية لم تخض معارك الشرف ضد هذا الاحتلال ولم تتواجد في الميدان وفي مقدمة الصفوف التي تدافع عن هذا الشعب ضد الاحتلال الإيراني ومرتزقته الحوثية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية