يعد ديسمبر في نظر كثيرين الوقت المناسب لإجراء جردة حساب والتأمل في الذات ومراجعة ما كان على أمل الاستعداد لبداية سنة جديدة .
لدى غالبية اليمنيين يكون ديسمبر شهر الوقوف على الأطلال ومحاولة استيعاب حجم الانهيارات المتلاحقة على مستوى العباد والبلاد .
الحياة مدرسة إذ يتعلم المواطن منها الكثير ويخوض معها مفاجئات العيش تحت سطوة ميليشيا الجبايات والاتهامات والاعتقالات والشعارات المنحرفة .
في كل يوم وفي كل تجربة جديدة تزداد خسارته لكنه يستفيد إذ يزداد قناعة أن السكوت جريمة وعار لا يمكن التصالح معهما وأن الحل الوحيد يكمن في ضرورة إيقاف نزيف الكرامة والموت جوعا .
يزداد وعيا بأن ما سميت في ٢٠١٤م ثورة ضد ٥٠٠ ريال في أسعار الوقود لا تساوي شيئا أمام ثورات حقيقية يجب أن تنفجر في وجه الحوثي .
ثورة بات على الشعب اليوم التحرك باتجاهها وانجاز متطلبات تضحياتها من أجل إنهاء ظلم وفساد الميليشيا .
ثورة جميع الظروف منذ سنوات تستدعي قيامها .. فمنذ ٢٠١٧م لاينسى اليمنيون أن ديسمبر كان لايزال موعد ثورة شعبية ووعد للحوثي أن يوم الحساب آت لا محالة سواء في ديسمبر أو ما بعده من شهور السنة .