محلي

مشاهد الفقر المدقع تتكرر في شوارع صنعاء وتكشف عمق المحنة الإنسانية

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 7 ساعة و 10 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، تصاعدًا مقلقًا لمظاهر الفقر المدقع، حيث باتت مشاهد البحث عن الطعام في براميل القمامة تتكرر بشكل صادم في الشوارع والأحياء السكنية، في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الإنسانية والانهيار المعيشي الذي يضرب فقراء اليمن.

وخلال الأيام الماضية، رصد مواطنون مشاهد مؤلمة لرجل بدا عليه الإرهاق والاضطراب النفسي، وهو يقلب محتويات صندوق قمامة قرب أحد الأسواق الشعبية، بحثًا عن أي بقايا طعام تسد رمق الجوع. كما أفاد سكان محليون بتكرار مشاهد نساء بملابس ممزقة ووجوه شاحبة وهنّ يفتشن براميل النفايات في الأحياء السكنية والشوارع الرئيسية، في محاولات يائسة لإطعام أطفالهن.

وقال سكان أحد الأحياء الشعبية في صنعاء إن هذه المشاهد “لم تعد خفية، بل أصبحت تُرى يوميًا”، مضيفين: “نساء وأطفال ورجال لم يعودوا يخجلون من البحث في القمامة، لأن الجوع أصبح أقوى من الخجل”، مؤكدين أن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع اليمني المعروف تاريخيًا بالكرم والتكافل الاجتماعي.

ويرى مراقبون ومحللون اقتصاديون أن تفشي هذه الظاهرة هو نتيجة مباشرة لسنوات طويلة من الحرب والانهيار الاقتصادي الشامل، حيث أدى انقطاع الرواتب عن ملايين الموظفين، وتوقف الأنشطة الاقتصادية، والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية، إلى دفع شرائح واسعة من السكان نحو الفقر المدقع والعوز الشديد.

وتحذر مصادر اجتماعية وأهلية من أن اعتياد مثل هذه المشاهد يمثل خطرًا حقيقيًا على النسيج الاجتماعي اليمني، مشيرة إلى أن قيم التكافل والتضامن الأسري والقبلي بدأت تتآكل تحت وطأة الأزمة. وأكدت أن الخشية تكمن في “تطبيع الإذلال الإنساني”، وتحول الفقر المدقع إلى مشهد يومي مألوف.

ولا يقتصر تأثير هذه الظاهرة على انتهاك كرامة الأفراد فحسب، بل ينذر – وفق مختصين – بارتفاع معدلات الجريمة، وتفكك الروابط الأسرية، وانتشار الاضطرابات النفسية، في ظل غياب شبه كامل لدور مؤسسات الدولة وشبكات الحماية الاجتماعية.

وبحسب متابعين، فإن مشاهد البحث عن الطعام في القمامة لم تعد حالات فردية معزولة، بل تحولت إلى جرس إنذار ينبه إلى وصول المجتمع اليمني إلى حافة الهاوية، في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية قسوة، تشكل “ندبة غائرة” في جسد بلد عُرف يومًا بالكرم والجود، ويعيش اليوم عجزًا مؤلمًا عن إطعام أبنائه وسط صمت محلي ودولي مقلق.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية