آراء

اليمن بعد صالح... وطنٌ يئن تحت وطأة الفوضى والمعاناة

مطيع المخلافي

|
04:29 2025/05/29
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

منذ استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق، لم يعرف الشعب اليمني طعم الاستقرار أو ملامح الحياة الطبيعية، فقد تحوّلت البلاد إلى ساحة للفوضى والخراب، واشتعلت نيران الحروب والاقتتال الداخلي، وغاب الأمن، وتفككت مؤسسات الدولة، ليعيش المواطن اليمني في ظل واقع مأساوي لم يشهده من قبل.

 

لقد ترك غياب الزعيم صالح فراغاً سياسياً وأمنياً كبيراً، سرعان ما ملأته الفوضى، وسادت البلاد حالة من عدم الاستقرار، وتدهور الاقتصاد بشكل غير مسبوق. وارتفعت الأسعار بشكل جنوني، وتفاقمت الأزمات المعيشية، حتى بات الغلاء والعذاب والعناء جزءاً من حياة كل يمني. ولم يعد هناك مجال للحديث عن أبسط مقومات الحياة الكريمة. فالكهرباء غائبة، والمياه شحيحة، والخدمات الصحية والتعليمية شبه منهارة.

 

أصبحت الحياة اليومية في اليمن مرادفاً للحرمان والتعب، وافتقد المواطن حقوقه الأساسية في العيش بكرامة وحرية. فلا عدالة، ولا مساواة، ولا حرية تعبير، في ظل واقع تحكمه المليشيات والسلاح، وتتقاسمه قوى متعددة لا همّ لها سوى مصالحها الضيقة.

 

إن المآسي والنكبات لم تترك بيتاً إلا وطرقت بابه، فإما شهيداً في جبهات القتال، أو معتقلاً في سجون وزنازين العصابات، أو جائعاً يبحث عن لقمة عيش، أو مريضاً لا يجد دواء، أو طفلاً حرم من التعليم. وانقلبت حياة اليمنيين إلى جحيم يومي، مليء بالأوجاع والمعاناة والأحزان.

 

إن ما يشهده اليمن 'اليوم' من معاناة مريرة يستدعي وقفة جادة من كافة القوى الوطنية والمجتمع الدولي، من أجل إنقاذ ما تبقى من هذا الوطن الجريح، وإعادة الأمل لشعب لا يستحق إلا الحياة الكريمة.

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية