آراء

1 مايو بين شرعية (مكرشة) وعامل آيل للسقوط

سمية الفقية

|
قبل 4 ساعة و 31 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 كعادتنا في هذه البلاد “المأساة” نهتم بالشكليات على حساب مضمون متآكل ومفتت، نهتم بالمظاهر الكاذبة على حساب جوهر مهترئ حد الوجع.. نهتم بإعطاء العامل إجازة 1 مايو بينما واقعه أشد إيلاماً من الموت نفسه.

 

تدور السنة دورتها ويأتي عيد العمال يجرجر أذيال الخيبة ليجد أننا كما نحن نغوص في عمق اللاكرامة واللإنسانية في بلد ما عاد للإنسان فيه قيمة.

 

ما زلنا لم نفهم أن دول العالم تعطي العامل إجازة وهو مكتفي مادياً ويعيش بكرامته، كل طلباته متوفرة. لكن هنا في اليمن على ماذا يعطون العامل إجازة؟ولماذا؟

الإجازة معناها أن يكون عايش بكرامة مؤمَّن من كافة النواحي المعيشية والاقتصادية، لا يهم هم الرغيف، ولا هم الإيجار، ولا مرض أولاده وعجزه عن توفير حبة دواء لهم.

 

هكذا نحن، اعتدنا على المهازل، مهزلة أن تمنح عامل إجازة بينما معدته يابسة من الجوع، وسقف بيته مهدم، وبابه مُشرع على الألم.. مهزلة أن تقول لموظف (هذا يومك) وهو خال من الكرامة بلا راتب، وبلا مأوى، وبلا واقع مشرف، وبلا رغيف يسد رمقه، ومطبخه خاو على عروشه، وقطمة السكر وكيس الطحين سعرهما أصبح أكثر من راتبه الذي بالكاد يستلمه بعد أن يشحته شحت ممن يسمون أنفسهم حكومة لكنها بلا وطنية.

 

ومن ضمن المهازل التي نعيشها شرعية “مكرشة” تعيش التخمة بكل صورها،. شرعية ما زالت تعيش أحلاماً وردية وليس لها علاقة بواقع المعاناة التي يعيشها اليمني، تتعامل مع اليمنيين من بروج عالية بينما نحن نتجرع الويلات وشتى صنوف القهر..

شرعية متخمة على حساب موظف وعامل آيل للسقوط، جائع مشرد، خائف، مشتت وصل حد الجنون والانتحار، وفي الأخير تتفضل عليه بيوم إجازة..

 

تكشف لنا هذه المهازل التي نعيشها في واقعنا هذا الذي أكلته الديدان ، كمية الاستهتار بكرامة الموظف اليمني، والدوس على جراحه بأقدام من لهب التجاهل والسحق لإنسانيته وآدميته لدرجة مرعبة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية