آراء

جريمة جمعة رجب .. مفتاح الشر لكل الجرائم المتلاحقة على رؤوس اليمنيين

خالد علاية

|
04:30 2024/01/19
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

  ما آلت إليه الأوضاع في اليمن من تشرذم، وحرب، ومجاعة، وفقر، ودمار، وتآمرات، وضياع الدولة وسيادتها على مياهها الإقليمية، جميعها امتداد  لجريمة جمعة رجب التي انتهكت حرمة الدماء في بيت من بيوت الله بيوم من الشهر الحرام .

 

اعتقد تحالف أيادي الشر الإخواني- الحوثي أنها تستهدف الرئيس علي عبد الله صالح، وهو يؤدي صلاة الجمعة إلى جواره رؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى، وعدد كبير من قيادات وكبار المسؤولين، إلا أن الجريمة، المدانة محلياً وإقليمياً ودولياً, نالت من اليمن أرضاً وإنساناً، وما الدماء التي سُفكت إلى اليوم إلا امتداداً لمؤامرة عصابة إرهابية مضت في مخططها في الاغتيال الآثم  لحاضر اليمن ومستقبله بتفجير جامع دار الرئاسة في جمعة رجب التي اختارتها بعناية لتكون ذكرى للإرهابيين بإسقاط الدولة واستهداف وطن خططت له ونفذته أدوات ما يطلق عليهم بقطيع "الربيع العربي" الذي اجتاح دول عربية بينها اليمن، وزعزع أركان الدولة بهدف إدخالها في فوضى لا نهاية لها .

 

إن تداعيات المؤامرة كلّفت الشعب اليمني الكثير في أمنه واستقراره، وطالت لقمة عيشه، فكان وحده من دفع الثمن بينما المجرمون تسللوا إلى الدولة والجيش والاقتصاد، ونهبوا خيرات البلد ودمروا مقدراته حينما أصبح الطريق سالكاً أمامهم، وتحالفت العصابات القادمة من مران مع الإخوان، وحققوا شعار إسقاط النظام والذي أهم أركانه الحرية والديمقراطية والعدالة والمساوة، فغابت اليمن عن الحضور بالمحافل الدولية، ودخلت أتون حرب لا نهاية لها، وهو ما جعل هذه الجريمة مفتاح شر لكل الجرائم المتلاحقة على رؤوس اليمنيين، أبواب جهنم فتحت بالربيع العبري، وأحرقت الاخضر واليابس .

 

اليوم في ذكرى جمعة رجب ندخل السنة الثالثة عشرة  في ظل غياب الدولة الرشيدة، يحصد اليمنيون ثمار الفوضى الخلاقة من حرب مدمرة لا بوادر حقيقية في سلام عادل يستعيد الدولة، ويطوي معاناة ملايين اليمنيين الذين أصبحوا مشردين في الداخل والخارج يقاسون مرارة ما لفظته الحرب من أزمات إنسانية واقتصادية واجتماعية وسياسة.

 

وضع مترهل أغرى ميليشيا الحوثي على ركوب موجة العنف والوصول إلى السلطة بقوة السلاح، وأحكمت سيطرتها على أغلب مؤسسات الدولة في انقلاب سبتمبر على الشرعية عام 2014، وما تزال مستمرة في سلطة العنف حتى اللحظة مع غياب القائد القادر على قيادة المعركة بحنكة يستعيد بها للدولة استقرارها وسيادتها واستقلالها و قرارها الذي أصبح رهن تحاذبات الأطراف الإقليمية والدولية.

 

13 عاماً، أين هي الأماني والوعود بالتغيير ونقل اليمن إلى مصاف الدول المتقدمة؟، لا شيئ من الوعود تحققت غير البؤس، والضياع، وارتفاع حجم البطالة، ووقوع اليمن تحت خط الفقر، وأصبح اليمنيون يعيشون على المساعدات والمعونات الدولية.

 

لا شيء تحقق غير فرض الجبايات اليومية وفقدان العملة الوطنية قيمتها، وظهور تجار الأزمات في الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية، وتبخرت وعودهم من أن عام 2023 سيكون عام الرخاء والاستقرار الاقتصادي .

 

إن ما أُنجز في 33 عاماً دُمر في 13 عاماً، والقادم مجهول ما دامت عصابات جمعة رجب هي من تدير المشهد اليمني نحو الهاوية، وتؤسس لكيانات متناحرة بمزيد من التفكك والاقتتال واستجلاب البوارج العسكرية إلى مياهنا الإقليمة، وبما يفقد السيادة اليمنية على البحر الأحمر والعربي وباب المندب.

 

اليوم نقول، أين أصحاب أحرجتمونا  وإرحل؟ أليسوا في نعيم بدول أوروبا وتركيا ومصر والأردن بينما الشعب اليمني، الذي فقد قائده الذي استشهد وهو يدافع عن الجمهورية والدولة, يعيشون الجحيم وهو يبحث عن دولة صالح ويعود بذاكرته الى ماقبل 2011 يحلم  بالماضي, بعد أن صار بلا مستقبل؟

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية