آراء

أكاديمية القرآن الكريم.. حيلة حوثية جديدة لمنح شهادات جامعية للقيادات الحوثية

شهاب السماوي

|
04:23 2024/01/04
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بكل ما أوتيَت من قوة؛ تحاول الميليشيا الحوثية أن تسابق الزمن لاستكمال حوثنة المجتمع وبناء دولة داخل الدولة، بما فيها حوثنة المؤهلات العلمية، عبر استحداث أكاديميات أهلية خاصة للقرآن الكريم، بهدف تأهيل مسئوليها غير الحاصلين على مؤهل ثانوي أو جامعي، ومنحهم شهادات أكاديمية مسلوقة يفتقرون إليها، لتثبيتهم في مناصبهم

 

طيلة سنوات انقلابها أثارت العصابة الحوثية سخرية شعبية واستهجانا واسعا بسبب إصرارها على حوثنة كل مؤسسات الدولة؛ وتعيين عناصر موالية أغلبيتهم الكاسحة من غير الكفاءات المؤهلة وممن تفتقر ملفاتهم الوظيفية للشهادات الثانوية أو الجامعية، على حساب حملة المؤهلات العلمية والخبرات التخصصية.

عقدة النقص هذه دفعت العصابة الحوثية لإنشاء ما أسمته اكاديمية القرآن الكريم، للقيام بمهمة التأهيل المتأخر  وسلق شهادات مستعجلة بدرجة بكالوريوس وماجستير. ووجهت كافة قياداتها غير المؤهلين أن يلتحقوا بها ويلحقوا أنفسهم قبل تشكيل الحكومة الحوثية المزعومة.

وبحسب مصادر مقربة في صنعاء فإن ما تسمى أكاديمية القرآن الكريم هي جامعة حوثية خاصة تأسست حديثا دون اعتراف أكاديمي ومقرها صنعاء بمنطقة الحصبة، وتذكّر اليمنيين بزمن المعلامات ودار العلوم التي كانت شهادتها تعادل الثانوية في زمن الإمامة المتخلفة. حيث تمنح هذه الأكاديمية المزعومة لملتحقيها فرصة الحصول على البكالوريوس والماجستير خلال فترة قياسية أقلها ستة أشهر؛ وتمنحهم الرفاهية والتسهيلات غير المتوفرة في الجامعات الحكومية، وبذلك يستكمل الحوثيون بناء دولة داخل الدولة.

خلال فترة إنشائها القصيرة شهدت هذه الأكاديمية الحوثية إقبالا مفاجئاً من قيادات موالية غير مؤهلة، من درجة وزير ورئيس مؤسسة إلى مدراء إدارات.. وبحسب موظفين حكوميين فإن قياداتهم غير المؤهلين كانوا يتركون الدوام في مؤسساتهم ووزاراتهم بحجة الدراسة، طمعا في نيل أسرع شهادة جامعية في العالم. إذ أنه بإمكان القيادي الملتحق تقليص فترة دراسته إلى أقل من سنة بحسب الطلب وليس لأربع سنوات، ليعود إلى منصبه بشهادة جامعية يستكمل بها ملفه الوظيفي الخالي من المؤهلات.

ولم يقتصر الأمر على سلق شهادات أكاديمية، بل المثير للسخرية أن التعيينات في الزمن الحوثي الأهوج في مؤسسات الدولة لم تعد تقتصر على وضع المؤهل المناسب في مكانه المناسب حسب تخصصه، بل يكفي أن يكون متخرجا من أكاديمية القرآن الحوثية ليتم اعتباره مؤهلا جامعيا، حتى وإن كان القران الكريم لا علاقة له بمنصبه، فلا مانع أن يتعين في مؤسسة علمية أو مالية أو إعلامية طالما لديه شهادة قرآنية حوثية.

يأتي هذا السلق الأكاديمي متزامنا مع ما سمي بنوايا التغيير الجذري الذي أعلن عنه زعيم المليشيا في نهاية سبتمبر الماضي وتوجهه لتشكيل حكومة حوثية جديدة لم تر النور من حينها، حيث شهدت الفترة الماضية حملات ميدانية إلى المؤسسات الحكومية لحوثيين أغرار بلا مؤهلات، تم فيها الاجتماع بمدراء العموم والإدارات والأقسام لسؤالهم عن مؤهلاتهم وتخصصاتهم، وأفاد إداريون أنهم فوجئوا ببعض مسئوليهم وقد أصبحوا يحملون شهادات تخرج من هذه الأكاديمية بقدرة قادر، رغم أن سيرتهم الذاتية لم تكن تحمل أي مؤهلات!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية