آراء

عدو اليمن أكبر من الحوثي بكثير..!!

جميل العمراني

|
12:47 2024/01/04
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بنظرات عابرة لم تعد تحتاج إلى تأمل ولا يلزمها عمق في التحليل، أصبح قسم كبير من اليمنيين اليوم يصفون ما يحدث تجاه اليمن من قبل المجتمع الدولي والقوى النافذة في المنطقة من مواقف بالسلبية والمخيبة للآمال، مشددين على ما تعكسه التطورات الأخيرة من تغاض لا مبرر له تجاه عصابة الحوثيين، والتي من المفترض والمتعارف عليه دوليا أنها عصابة انقلابية، وليس استدراك تصنيفها كجماعة إرهابية إلا واحدا من دواع ما يفكر به اليمنيون في الداخل والخارج..!!

لقد أصبح الشارع اليمني اليوم يتعامل مع المواقف الدولية، التي لاتضع للمصلحة العامة لليمن واليمنيين اعتبارا يعتد به، على أنها مواقف عدائية تستهدف عيش المواطن اليمني تحت مظلة الضمان الأمني والجسدي والغذائي اللازم لاستمرار الحياة وإن في أدنى مستوياتها اللازمة والضرورية.. وذلك لأن الدول النافذة وذات المصالح الاستراتيجية العليا في المنطقة، صارت اليوم تلعب بأوراق مكشوفة وواضحة الاتجاهات والغايات..

وما يحدث اليوم من خلط لتلك الأوراق التي لم يعد يوجد فارق فعلي بين وجوهها وظهورها، يكشف بوضوح خيوط لعبة إقليمية ودولية، لم يكن اليمن بحاجة لأن يضيع في خرائطها ويتعثر في خيوطها المتداخلة والمتشابكة.. وهذا الخلط الاستغفالي والاستهدافي بحقنا كيمنيين، ليس إلا فاتحة لنعرف من نواجه حقا، ولنتأكد من أن هذه المليشيا ليست إلا غطاء لعدوان فارسي ومن فوقه غربي يراعي طموحاته وأطماعه واستراتيجيات نفوذه في المنطقة واستحكامه على مداخلها ومخارجها لا سوى..!!

وفي حقيقة الأمر هذا ما كان اليمنيون بحاجة إليه لتتأكد الشكوك وطروحات بضعة من فقهاء السياسة والإعلام داخلا وخارجا، والذين كانوا يؤكدون على أن ما يحدث في اليمن ليس مجرد انقلاب من جماعة ضئيلة لا قدرة لها على مواجهة دولة ذات وجود نظامي وقوات نظامية وشعب بات يعرف من أين تخلع كتف الباغي وتقطع يد اللص وتجز رقبة العاتي الخارج عن النظام والقانون، لو وجدت الصيغة والقيادة السياسيتان اللازمتان لذلك..

ومثلما لقنت العشر السنوات الفائتة هذا الشعب دروسا قاسية في الصبر والتحمل والاعتزاز باليمن الكبير أولا وقبل كل شيء، علمته أيضا كيف يقرأ واقعه بفراسة كافية، ويتلقى تحليلات أزمته بكثير من الوعي، كما ويتعامل مع مفرداتها ومفارقاتها السياسية المختلفة، فأصبح مع التكرار والإطالة والاعتياد يدرك معنى كل تحول أو موقف يجري إزاء أزمته المصطنعة، التي لو ترك دونها حقيقة وفعلا ما كان لها أن تتم حتى عاما واحدا من عمرها، ولكان المصير المحتوم لكل خارج عن نظام الدولة وقوانينها قد حسم منذ وقت مبكر جدا.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية