آراء

تسع سنوات من التساهل والتعرض للخداع..!!

جميل العمراني

|
07:00 2023/12/25
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

مجددا كانت جماعة الحوثيين قد وصلت قبل أسابيع قليلة إلى حد لم تعد تجد فيه ما تراهن عليه، خصوصا مع توقف الحرب، كانت قد أصبحت عارية تماما، وفي مواجهة حقيقية لطبيعة وجودها المليشاوي الهش، الذي ربما ضخمته دعاوى مواجهتها لقوى الشرعية والتحالف، وهي قوى في الحقيقة لم تتعامل التعامل الأمثل مع هذه العصابة، وإلا لكان أمر هذا الانقلاب قد حسم منذ وقت مبكر..

صحيح أنه لا يستطيع أحد أن ينكر أن الشرعية والتحالف راعيا كثيرا أوضاع اليمنيين، وبالذات الذين يقطنون في المناطق التي تخضع لسلطة الجماعة المنقلبة، ولكن يبدو أن ذلك المسار بقدر ما كان في صالح المواطنين، إلا أنه مثل وما يزال يمثل خطا أوضح في صالح العصابة، وأثر بشكل سلبي للغاية في مسار القضية الوطنية الأشمل، والتي كان يجب مراعاتها بشكل له أولوية قصوى..

والمبرر الذي كان يجب أن يبنى عليه لذلك، أن الشعب مهما كانت المراعاة التي بذلت من أجل صالحه، للأسف الشديد، قد ذهبت سدى، فما يزال وضع المواطنين الذين تحت سلطة الحوثيين في مستوى سيء بل ويزيد سوءا من يوم لآخر، وزد على ذلك أن هذا الأثر لم يتوقف عند المواطنين الذين تحت سلطة الانقلابيين فحسب، بل امتد وتطاول حتى وصل إلى المواطنين في المناطق المحررة، والتي لم تصل إليها شرور الجماعة الانقلابية..!!

لقد كان وأصبح للتهاون الذي حدث تجاه الانقلاب منذ البدايات أثر سلبي فاقم الأزمة السياسية اليمنية وطول من أجلها، في حين كان من الممكن تجاوز ذلك وتجنبه، وذلك باتخاذ قرار الحسم القاطع أيا كانت النتائج.. فكما أسلفنا كان بإمكان اليمنيين احتمال بعض الأسى للتخلص من الانقلاب، لخدمة الصالح العام والقضية الوطنية، ولعمري ما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.. فها نحن نتيجة للتهاون لم نستطع أن نجنب اليمنيين البلاء، ولا استطعنا أن نصل للحظة الحسم وإقفال ملف هذه الأزمة..

عموما ما يجب التركيز عليه في هذا المقال، هو أن الظروف والتحولات وربما الأخطاء وحدها ليست ما خدم المليشيا المنقلبة فقط، وإنما تفضح المتغيرات كل يوم، ما يشبه التواطؤ الخارجي مع العصابة، ما يعكس أن ثمة استراتيجيات دولية تغمس أياديها في إناء هذه الأزمة وتحرك ماءها وتبعثر وحلها بطرق متعمدة لئلا يصفو قاع هذا الإناء..!! وأن أزمة اليمن التي كان من الممكن احتواؤها وتفكيكها باكرا، تجاوزت حدود المحلي، وأصبح تدويلها واحدا من لوازم تحقيق مصالح إقليمية ودولية ليس لليمنيين فيها ناقة ولا جمل..!!

تسع سنوات مضت ونحن ندور في هذا الإناء الصغير، أو بالأصح تتم إدارتنا لنظل في حالة دوار لا نتعافى منها بفعل فاعل متعمد، يراهن على الإلهاء والخداع، واحتراف صنع الوهم، وليس أدل على ذلك من وهم جماعة الخوثي المنقلبة، التي يؤكد الواقع والحسابات المنطقية أنها أضعف بكثير جدا مما تحاول الأزمة أو إدارة الأزمة تحديدا تصويرها للداخل والخارج، تلك الإدارة التي ما إن يكاد يتلاشى الوهم المضخم للعصابة، حتى تمنحها روحا جديدة وعلو قدم زائفا ومخادعا..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية