آراء

الشعب اليمني رقم لا يتعدى الصفر..!!

جميل العمراني

|
01:05 2023/12/19
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

هل هناك عملية سياسية بالفعل..؟! هذا التساؤل هو ما يطرحه اليوم معظم اليمنيين الذين يقفون في المنتصف، بين من هم متفائلون إلى حد لا يعرف كنهه ولا توجد له مبررات، وبين من عركتهم الوعود ودكت محاولات التفاؤل المتكررة ما كان لديهم من مقادير الثقة بما يتابعونه ويتلقونه من مستجدات الأزمة وبوادر الانفراجات، التي لا تبدأ إطلاقاً ليمكنها أن تنتهي..!!

هل هناك عملية سياسية حقا..؟! يصر أولئك الذين وصفناهم سابقاً بالوقوف في المنتصف، على اعتبار ما يعلن هنا وهناك على ضرورة التعامل مع الموجود، باعتباره احتمالاً قائماً مهما كانت نسبة تحققه، مبررين لذلك أنه حتى الاحتمال بنسبة 1% يظل قابلاً للأخذ به، حتى لدى من هو ضعيف الثقة ومتدني التفاؤل. وأن وضعنا الراهن يستدعي التعلق حتى بالقشة..!!

أما القلة القليلة من المتابعين والمحللين والذين يقرأون الأحداث والأوضاع من كل جوانبها، ويدققون في أبعادها على مستوياها الثلاثة محلياً وإقليمياً ودولياً، فيكادون يدخلون المتلقي كهفاً مظلماً، وهم يداخلون الخيوط بالعشرات ويشبكون المتغيرات والمصالح بأطراف عديدة في مستويات عدة، تجعل المتلقي يرأف بنفسه ويتخذ من اليأس واللامبالاة مهرباً منجياً..!!

وفي أقرب مستوى من تحليلاتهم، تجد أن ما يشاع عنه كمبادرة لحل الأزمة ليس أكثر من إسقاط واجب، لا يؤخذ به، وأن ثمة قوى كبيرة تتخذ منه طريقاً فرعياً وعراً لا علم لأحد بنهايته، مع الترجيح الأكبر لأن تكون تلك النهاية مسدودة. ويعتمدون في ذلك على أن طرفي الصراع الرئيسين، لا يكادان يبديان نية حقيقية لإنهاء هذه الأزمة التي تبدو وكأنها مصدر رزق وارتزاق لكليهما..!!

يحدث هذا وتجري ولا تجري أحداثه بمعزل كبير عن الشعب اليمني/ الطرف الواقع عليه الأثر الأكبر، وهو بطبيعة الحال أثر سلبي تتضاعف سلبيته من يوم لآخر.. نعم إنه وضع يستفيد و(ينتفع) منه، حسب تعبير الزعيم رحمه الله، كل الأطراف السياسية محلياً وإقليمياًً ودولياً، ولا حظ أو نصيب فيه لمنفعة اليمنيين، الذين باتوا اليوم يعدمون حتى المحك الذي يمكنه استيعابهم ليستمروا في الحياة..!!

لقد تعرض اليمنيون طوال ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً للسرقة والاحتيال من قبل الجميع.. سُرق منهم وطنهم وأمنهم وأسباب بقائهم، ليعتاش منه وعليه مجموعة من البغاة واللصوص وشطار السياسة والمنفعة.. اليوم لشديد الأسف لم يعد يقف في صف اليمنيين أحد، وأدهى من ذلك لم يعد اليمنيون، يجدون أحداً يمكنه أن يراعي ما صاروا إليه ويضعهم في شيء من الحسابات والاعتبارات..!!

لقد أصبح أفراد الشعب اليوم في حسابات السياسيين والقوى المتصرفة، وكأنهم مجرد صخور في تشكيلة هذا الوطن، عناصر مجمدة لا تتحرك إلا حين يريد اللاعبون نقلها من كفة لكفة ومن حاجة لحاجة لتتوازن الأطراف أو تتسابق في لعبة الدوران اللامنتهي.. أصبحنا للأسف مجرد رقم لا يتعدى الصفر، وفي أحسن حال وزناً يمكن أن يضاف في كفة المزايدة لهذا أو لذاك..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية