آراء

الإسراسلاليون.. من بساط الريح إلى طوفان الأقصى

شهاب السماوي

|
11:58 2023/12/05
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

"الموت لإسرائيل" اعتراف علني في شعارٍ زائف يتم ترديده ليل نهار منذ العام 2002، تحوّل فيه المحتل من كيان غاصب في أجندات السياسة الحوثية إلى دولة وكيان سياسي يمتلك خارطة وهوية في فلسطين، التي تحاول جماعة الحوثي اليوم ايهام اليمنيين بأنها تدافع عنها اليوم وأن شعار الموت لإسرائيل يترجم توجهاتها في الانتصار للأرض والإنسان الفلسطيني.

شعارات زائفة ومزايدات تجتهد جماعة الحوثي في التسويق لها إعلامياً للتغطية على العلاقات التاريخية التي تربط السلاليين بإسرائيل ودورهم في ترجمة المشروع الصهيوني وأهدافه الاستيطانية منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي والتي مثلت صفقة "بساط الريح" لتهجير اليهود اليمنيين التي أبرمتها الصهيونية العالمية مع الأئمة في العام 1947م خنجرا في قلب فلسطين.

مقابل طائرتين قدمتها الصهيونية العالمية للأئمة، تم بيع يهود اليمن وترحيلهم من بلادهم كأول اعتراف عربي بمشروع الدولة الصهيونية قبل إعلان قيامها بأكثر من عام، ما يشير إلى أن فلسطين كدولة وشعب لم يكن لها وجود في أجندات الأئمة، بل ولا يكترثون بما سيترتب على صفقة ترحيل اليهود اليمنيين من آثار كارثية على الشعب العربي الفلسطيني.

صمت الأئمة وعدم تفاعلهم مع ما شهدته المنطقة العربية من أحداث عقب عملية "بساط الريح" وترحيل يهود اليمن، والمتمثلة بإعلان قيام دولة إسرائيل ونشوب الحرب العربية الإسرائيلية في العام 1948، أشار إلى وجود تعاون غير معلن بين الأئمة وإسرائيل، وهو التعاون الذي سرعان ما تكشفت حقيقته عقب قيام ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة في العام 1962 من خلال الدعم العسكري الإسرائيلي لقوات الكهنوت الإمامي ضد الثورة والجمهورية.

صحيفة "هآرتس" العبرية نشرت أواخر العام 2018 وثائق بريطانية-إسرائلية سرية كشفت حجم التعاون بين محمد البدر آخر الأئمة السلاليين وبين (إسرائيل) وبريطانيا، إبان المواجهات التي خاضتها قوات الجمهورية مع فلول الإماميين في ستينات القرن الماضي، مشيرة إلى أن طائرة إسرائيلية حلقت مساء يوم 31 مارس 1964، في سماء اليمن، ونجحت في تنفيذ عملية إنزال مظلي لأسلحة ومعدات عسكرية لجنود الإمام "البدر" بهدف تعزيز قدراتهم العسكرية لمواجهة قوات الجمهورية.

اليوم وفي الوقت الذي ترفع جماعة الحوثي شعار الموت لإسرائيل وتعلن أنها دخلت الحرب لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة، يؤكد مراقبون أن ما تعلن عنه الجماعة من انتصارات وهمية وما ترفعه من شعارات زائفة واتهامها دولاً عربية وفي مقدمتها جمهورية مصر بخذلان الشعب الفلسطيني وإغلاق معبر رفح وعدم السماح بخروج سكان قطاع غزة، يصب في خدمة إسرائيل، بل ويحاكي السيناريو الإسرائيلي الذي يستهدف تهجير سكان القطاع.

وأشاروا إلى أن إعلان إسرائيل عن مخطط لتهجير وتوزيع سكان قطاع غزة على دول عربية وفي مقدمتها اليمن والعراق يشير إلى أن مثل هذا المخطط يأتي في إطار تفاهمات بين تل أبيب وواشنطن وبين ما يسمى بمحور المقاومة، غير مستبعدين أن تعلن جماعة الحوثي ترحيبها باستضافة سكان غزة في اليمن، وتنفيذ صفقة مع الصهاينة لهجرة معاكسة شبيهه بصفقة تهجير اليهود اليمنيين في عهد الأئمة، مقابل الحصول على اعتراف الغرب بها ودعم سلطتها في اليمن.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية