تسجل الحوادث المرورية في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي ارتفاعاً قياسياً تجاوز عدد ضحاياها أكثر من ألف شخص في الشهر الواحد بمعدل 30 حادثا في اليوم.
وتحولت الطرق خلال السنوات الأخيرة إلى أكثر الأماكن خطورة على حياة المواطنين جراء سياسات الميليشيا الحوثية المتعمدة قطع الطرقات وتجاهل مشاريع الصيانة ونهب الإيرادات السنوية المخصصة لذلك.
وأِشارت آخر الإحصاءات الصادرة إلى وفاة 113 وجرح 910 آخرين في 810 حوادث مرورية وقعت في يوليو الماضي، فيما سجلت 1488 حالة وفاة، و 11102 حالة إصابة.
وفي هذا الشأن أوضح مصدر في نقابة السائقين بصنعاء لـ" اليمن اليوم " بأن الجزء الأكبر من الحوادث المرورية يعود إلى تردي أحوال الطرق.. لافتا إلى أن 70 في المئة منها أصبح خارج الخدمة وغير صالح للاستخدام .
واضاف إن الخطوط الفرعية داخل العاصمة أكثر سوء من الرئيسية وهو ما يتسبب في العرقلة الدائمة لحركة السير.
وتابع أن محاولات السائقين ايجاد طرق بديلة في التنقل و ايصال المسافرين عبر خطوط فرعية تصطدم بمخاطر وعورة الطريق وتعرضهم في بعض الأحيان لإطلاق نار .
وأكد المصدر أن الميليشيا لا تلتفت لمعاناة مالكي السيارات ولا يعنيها الحفاظ على حياة وسلامة المارة رغم أنها تتحصل يوميا على ملايين الريالات من سائقي الاجرة الذين يجبرون على دفع الرسوم أكثر من مرة لمندوبيها المنتشرين في الطرق الرئيسية إضافة الى الاتاوات المفروضة على بيع المشتقات النفطية والمخصصة لصيانة الطرق.
من جانبه أفاد مصدر في المؤسسة العامة للطرق لـ" اليمن اليوم " ان تجميد الميليشيا لكل التمويلات المالية المتعلقة بمشاريع المؤسسة عطل دورها تماما وجعلها عاجزة حتى عن تنفيذ أعمال الصيانة الطارئة والدورية للشوارع.
وحذر من أن استمرار الجهات المعنية في تجاهل المشكلة سيؤدي الى تفاقمها ووقوع المزيد من الحوادث المرورية المروعة، كما أن إهمال السنوات الماضية يعقد في الوقت الحالي تنفيذ الصيانة والترميم، مؤكدا الحاجة إلى مشاريع طرق أنفاق وجسور جديدة .
واتهم المصدر ميليشيا الحوثي بنهب معدات ضخمة تابعة للمؤسسة وبيعها لتجار من بينها مولدات كهربائية .
على صعيد متصل حمل مصدر في امانة العاصمة ميليشيا الحوثي مسئولية التدهور الكبير الذي تشهده صنعاء نتيجة استحواذها على الإيرادات المالية للأمانة بما فيها صندوق صيانة الطرق .
وأفاد أن إيرادات أمانة العاصمة ارتفعت منذ ثمان سنوات إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه إلا أنه يتم توريدها في حساب البنك المركزي وتصرفه الميليشيا على مصالحها الخاصة .
وذكر المصدر لـ" اليمن اليوم " أن سياسات الميليشيا تجاه الخدمات المهمة التي يجب أن تقوم بها العاصمة خاصة تلك المتعلقة بصيانة واعادة تأهيل الطرق الاسفلتية وصيانة قنوات تصريف مياه الأمطار في الجسور والأنفاق أسفر عنه وفاة عدد من العاملين نتيجة شح الامكانيات وعدم توفر أدوات السلامة .
كما حمل الميليشيا مسئولية تراجع أداء الطرق الاسفلتية وما يرافقه من حوادث متكررة وزيادة مخيفة في فاتورة الخسائر البشرية والمادية .