آراء

الحوثيون يدفعون المزارعين للتخلي عن زراعة المحاصيل والتوجه نحو زراعة القات

شهاب السماوي

|
11:21 2023/07/13
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لم تؤدي سيطرة ميليشيا الحوثي على السوق النفطية وتحولها إلى سلعة تحتكرها الجماعة، إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع الغذائية بسبب ارتفاع اجور النقل فحسب، بل أدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي ما دفع المزارعين في الكثير من المناطق إلى التوقف عن زراعة المحاصيل والاتجاه نحو زراعة القات.

وديان وقيعان وأراضٍ زراعية شاسعة كانت تشتهر بزراعة المحاصيل وتغذي السوق المحلية بالحبوب المتنوعة ويحقق انتاجها من الذرة بمختلف أنواعها والقمح والشعير اكتفاءً ذاتيا للمواطنين في الكثير من المناطق الزراعية، التي تشهد منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على تجارة النفط  وتحويلها إلى مصدر لتمويل حروبها العبثية ومشاريعها الطائفية، تحولات خطيرة بدأت باتجاه المزارعين نحو زراعة شجرة القات وستنتهي بتدمير واستنزاف متسارع للتربة والمياه الجوفية

ودفعت الأزمات المتلاحقة في المشتقات النفطية التي تفتعلها الميليشيا وارتفاع أسعارها وصعوبة حصول المزارعين عليها، إلى ارتفاع تكاليف الانتاج الزراعي وانهيار جدواه الاقتصادية إذا ما قورن حجم الانتاج مع التكاليف الباهظة الأمر الذي دفع المزارعين للتوقف عن زراعة محاصيل الحبوب والاتجاه لزراعة القات الذي أصبحت زراعته تحتل المرتبة الأولى وتحظى بالأولوية.

وفي الوقت الذي ترفع ميليشيا الحوثي شعار "اليمن نحو الاكتفاء الذاتي" وتزعم أنها حققت نجاحات زراعية، تزداد زراعة المحاصيل انحسارا فيما تشهد زراعة القات اتساعا وتمددا في قاع جهران ومحمية عتمة الطبيعية والكثير من المناطق، ما يشير إلى أن أمن اليمن الغذائي يشهد انهياراً كارثياً، ويؤكد أن حديث الميليشيا عن زراعة مساحاتٍ شاسعة في الجوف وتهامة، مجرد شعارات جوفاء تستغلها لبسط نفوذها وتثبيت سيطرتها وملكيتها للأراضي التي نهبتها في محافظة الجوف والسهل التهامي.

ووفقا لمراقبين فإن التوسع الكبير في زراعة القات الذي انتشرت في السنوات الأخيرة، واتساع رقعته الزراعية في قاع جهران أكبر قيعان اليمن الذي يشتهر بزراعة المحاصيل وفي مقدمتها القمح وتمدد زراعته في محمية عتمة والكثير من الأودية في مديريات أخرى، يشير إلى توجهات حوثية لتدمير الزراعة في اليمن وإفقاد المواطن قدرته على مقاومة سياسة التجويع التي تستهدف إعادته إلى أزمنة الفقر والجوع والتبعية للكهنوت

وأكد المراقبون أن تركيز المنظمات الأممية على توزيع المساعدات الغذائية وخاصة الدقيق في القرى والمناطق الزراعية وبكميات كبيرة، بالتزامن مع رفع أسعار المشتقات النفطية وانعدامها وصعوبة الحصول عليها بعد استحواذ ميليشيا الحوثي على تجارة النفط، يشير إلى أن الطرفين ينفذان مخططات تستهدف الزراعة في اليمن وتعملان على تدمير ثقافة اليمنيين وارتباطهم التاريخي بالزراعة وتحويلهم من شعب منتج إلى شعب مستهلك

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية