آراء

نداء لإعادة أعتبار المتقاعدين بشركة صافر

المهندس/ حسين بن سعد العبيدي

|
08:09 2019/10/02
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 

مع مصائب الحروب التي فرضت على اليمن تزامنت كارثة أخرى لا يعرف الناس الكثير عنها ، أنها قضية أولئك الرجال الحقيقين الذين كانوا ابطال في مواقع العمل والشرف والأمانة ، وفجاءة أصبحو في هامش الزمن ، فرض عليهم التقاعد والأقصاء وهم في ذروة عطائهم ، وكلما مر الزمن يتكاثر هولاء الذين تخلو عنهم في وقت وكل مره يتم تجريف تلك النخب والرعيل الأول الفني الذي يعمل في مجال النفط والغاز ودفنهم في مجاهل الحرمان ومنعهم من الحصول على مصادر العيش الكريمة ، وحرمانهم من مواصلة عطائهم النادر وخبراتهم المتراكمة التي اكتسبوها قبل أكتشاف النفط باليمن عندما كانوا يعملون في دول الخليج العربي وعادوا لكي يبنوا بلدهم فور سماعهم باكتشاف النفط في اليمن.

 

أنني أرى بحسرة كبيرة وألم شديد ما تتعرض له تلك النخب الفنية من زملائي المهندسين والفنيين والعمال الذين كانوا يعملون في شركة صافر ، وتشرفت بالأدارة والأشراف على اعمالهم وحقوقهم حتى جاء الزمن الغابر وكنت أمل ان تتاح لي فرصة العمل لخدمة هولاء الناس وتكريمهم، كونهم قد أفنوا جل أعمارهم في خدمة الشركة والوطن وتأهيل كادرها والحفاظ على الشركة ومقدراتها العظيمة بارواحهم حتى أن الكثير منهم قد أعطى روحه في سبيل حماية هذا الصرح الوطني العملاق من الاخطار والصعاب التى واجوهها اثناء اداء اعمالهم الممتدة من صحراء السبعتين بمأرب وشبوة وحتى منشأة رأس عيسى النفطي بالحديدة، ولا زلت أشعر بحسرة كبيرة تجاه ما يحصل لهولاء الزملاء من معاملة لا تليق بجهودهم وخدماتهم التى قدموها فهم لم يكونوا فقط شركاء في العمل بل كانوا آباءنا الذين يحيطوننا برعايتهم ويلقنونا مهاراتهم وخبراتهم بعطاء متواصل وبلا حدود أفضل بكثير من الخبراء الأجانب حتى أتقنا كل الأعمال وأنجزنا الكثير من المهام بمهارات عالية.

 

ولهذا فأننا نناشد الضمير الأنساني بالألتفات الي هولاء المجاميع الفنية والمبعدين قسرآ وإعادة الأعتبار لهم وصرف مستحقاتهم المالية اللازمة للعيش الكريم، فرواتبهم أصبحت نادرة وشحيحة وقليلة ومستحقاتهم التقاعدية عبارة عن هامشية ولا تفي بالحد الأدنى من الأحتياجات الضرورية لهم والمحافظة على الحد الأدنى من سبل العيش ولا يستطيعوا الحصول علي مستحقاتهم تلك في ظل الانهيار المؤسسي للتأمينات والأنقسام الذي يشهده الوطن بسبب الحرب والصراع، كما أنني أناشد زملائي من له يد وبإمكانة رفع مظلومية زملاؤنا المتقاعدين الي القيادات العليا والتعبير عنهم وشرح معاناتهم حتى يتمكنوا من مواصلة العيش بكرامة وإعادة أعتبارهم حتى بعودتهم لأعمالهم كون أن هناك توجيهات حكومية أوقفت التقاعد في ظل الظروف الراهنة ، كما أن المرافق التى غادروها قسرآ لا زالت شاغرة وبحاجة الي خبراتهم الطويلة ومهاراتهم الكبيرة، حتى أن معظم الموظفين الذين تم استبدالهم في مواقعهم لا يستطيعون القيام بتلك الأعمال وكان بالامكان الأستفادة منهم كخبراء تأهيل للكوادر الجديدة حتى لا يتدهور العمل بسبب عدم وجود الكفاءة والخبرة اللازمة لهولاء الموظفين الذي تم نقلهم في اعمال المتقاعدين معظمها بمعايير الوساطة والقرابة.

 

كما أن الشركة سوف تواجه تحديآ كبيرآ عند عودة العمل لكامل مرافق الشركة والتى يشهد جزء مهم الان توقف بسبب الحرب وخصوصا عند عودة تصدير النفط والغاز لعدم تواجد هذه الخبرات التى عملت في ظروف مشابهة من قبل وعملت على استعادة الانتاج في درجاتة القصوى وبشكل مهني ومشرف ، كما نناشد كل الخيرين في هذا الوطن والمنظمات الأنسانية ومنظمات حقوق الأنسان ومنظمات الأمم المتحدة بالأستماع الى تظلمات هولاء الخبراء ومنحهم الفرصة لنيل حقوقهم ومحاسبة قيادات هذه المؤسسات التى قصرت كثيرا وتعمدت لأيذاءهم والتى ليس في ضميرها ذرة من إخلاق او إحساس بالمسؤلية.

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية