بدأت ميليشيا الحوثي حملة قسرية متصاعدة في عدد من مديريات محافظة تعز، لفرض شعاراتها الطائفية وملازم مؤسسها ضمن المناهج الدراسية، بالتوازي مع حملات اختطاف طالت معلمين ومدراء مدارس ومعلمي قرآن كريم رفضوا الانصياع لتلك التوجيهات.
وأجبرت المليشيا إدارات المدارس في مديريات شرعب، دمنة خدير، وماوية على ترديد "الصرخة" الحوثية يوميًا أثناء الطابور الصباحي، مع إلزامها بتوثيق ذلك عبر مقاطع فيديو تُرسل إلى مكاتب التربية التابعة لها، ورفع تقارير منتظمة للجهات الإشرافية.
كما فرضت الميليشيا تدريس ملازم طائفية في المدارس، وهددت بمعاقبة من يرفض ذلك. وقد أكد أحد مدراء المدارس في شرعب أن مؤسسته التعليمية كانت بين عشرات المدارس التي فُرض عليها تدريس هذه المواد قسرًا، بينما تعرّض الرافضون للاختطاف على يد الجماعة.
ووثّقت وثيقة صادرة عن مكتب التربية الحوثي بتعز إلزام المدارس بترديد الشعار وتوثيقه يوميًا، مع التهديد باتخاذ إجراءات صارمة بحق الإدارات المخالفة.
وبحسب مصادر تربوية، فإن الجماعة كانت قد أجبرت قبل أشهر عشرات من مدراء المدارس والمعلمين على المشاركة في دورات فكرية مغلقة بصنعاء استمرت 20 يوماً، ركزت على فكر مؤسس الجماعة ومفاهيم "الولاية"، بعيداً عن أي محتوى تعليمي أو تربوي.
وأشارت المصادر إلى أن من يرفض المشاركة في هذه الدورات يُصنَّف كمعادٍ للجماعة، ما يعرّضه للاعتقال أو الإقصاء من وظيفته. ويقود "الأمن الوقائي" التابع للحوثيين هذه الحملة ضد التربويين، ويدير عمليات الاختطاف والنقل إلى أماكن مجهولة.
وتندرج هذه التحركات ضمن تصعيد أوسع تنفذه الميليشيا في عدد من المحافظات الخاضعة لها، إذ وثّقت منظمات حقوقية خلال الأسبوعين الماضيين اختطاف أكثر من 70 شخصاً، غالبيتهم من المعلمين وخطباء المساجد.