تواصل ميليشيا الحوثي حملتها التصعيدية ضد حزب المؤتمر الشعبي العام في مناطق سيطرتها، في إطار سياسة ممنهجة تستهدف إضعاف الحزب وتهميش دوره التاريخي. وجاء التصعيد هذه المرة من خلال منابر المساجد، حيث ركّز خطباء الجماعة في خطبتي الجمعة على شن هجوم لاذع ضد المؤتمر وقياداته، متهمين إياه بـ"الخيانة" والسعي لإفشال ما يصفونه بـ"المشروع القرآني".
وقالت مصادر محلية في صنعاء وعدد من المحافظات إن خطباء الجماعة خصّصوا الجزء الأكبر من خطبهم لمهاجمة المؤتمر الشعبي، في الوقت الذي تجاهلوا فيه قضايا معيشية وخدمية تمس حياة المواطنين. واعتبرت هذه المصادر أن استخدام المساجد في تصفية حسابات سياسية يعبّر عن حالة مأزومة تعيشها الجماعة، ومحاولة لصرف الأنظار عن فشلها في إدارة شؤون مناطق سيطرتها.
ويرى مراقبون أن تركيز الحوثيين على المؤتمر الشعبي العام، خاصة مع اقتراب الذكرى الـ43 لتأسيس المؤتمر، يكشف عن مخاوف متزايدة من أي تحركات داخلية قد تعيد للحزب حضوره الجماهيري والتنظيمي. كما يشير إلى خشية المليشيا شعبية المؤتمر وقدرته على التأثير في الشارع اليمني.
ويأتي هذا التصعيد امتدادًا لسلسلة من الممارسات الحوثية بحق كوادر وقيادات المؤتمر، شملت اعتقالات وملاحقات أمنية، فضلًا عن محاولات مستمرة لاختراق بنيته التنظيمية والسيطرة على مؤسساته.
وأدانت قيادات وشخصيات سياسية استخدام ميليشيا الحوثي للمنابر الدينية أداةً للنيل من المكونات السياسية، معتبرةً توزيع التهم عبر خطباء المساجد استهدافًا ممنهجًا يهدد السلم المجتمعي الهش في مناطق سيطرة الجماعة.
وأكدت تلك القيادات تضامنها المطلق مع المؤتمر الشعبي العام، ورفضها المساس بقياداته وكوادره، محذّرة من خطورة التصعيد الذي يكشف عن نوايا مبيّتة تسعى لتقويض فرص التعايش بين مختلف المكونات الوطنية.
واعتبرت أن تبرير الحوثيين لفشلهم في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم من خلال الهجوم على المؤتمر، يمثل محاولة للهروب إلى الأمام عبر استحداث الأزمات وتبني روايات وهمية عن مؤامرات خارجية، في مسعى للتغطية على إخفاقاتهم المتتالية.
وأشارت المصادر إلى أن استمرار هذه التصرفات "الحمقاء"، يدفع بالجماعة نحو نهايات تبدو وشيكة، في ظل تنامي الاستياء الشعبي من سياساتها القمعية.