محلي

عدن في مواجهة كارثة صحية متعددة الأوجه

اليمن اليوم:

|
قبل 6 ساعة و 40 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تواجه مدينة عدن أزمة صحية خطيرة مع تفشي وباء الكوليرا وحمى الضنك على نطاق واسع، في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي المحلي، وتجاهل ملحوظ من السلطات المختصة، ما يهدد حياة الآلاف ويضع المدينة على حافة كارثة إنسانية وشيكة.

وفي مذكرة رسمية موجهة إلى وزير الصحة، حذّر مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة عدن من تصاعد غير مسبوق في حالات الإصابة بالكوليرا، وسط نقص حاد في الطواقم الطبية والمستلزمات، نتيجة انسحاب منظمة الهجرة الدولية من دعم مركز عزل الكوليرا بمستشفى الصداقة مطلع مايو 2025. 

وأوضح المكتب أن الطواقم العاملة حالياً تؤدي مهامها بشكل طوعي وبإمكانيات محدودة، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة أكثر من 40 حالة يومياً، يتم التعامل معها من قبل طبيب واحد وثلاثة ممرضين فقط في بعض النوبات، وهو ما أدى إلى تدهور الحالات ودخول بعضها في مضاعفات خطيرة كالفشل الكلوي، مع تسجيل ثلاث وفيات خلال يومين فقط.

وتزامناً مع هذا الوضع المتدهور، تشهد أحياء عدن انتشاراً متسارعاً لحمى الضنك، بحسب ما أفاد به مواطنون محليون، حيث أكدوا تسجيل حالات وفاة نتيجة الإصابة بالحمى، كان آخرها مساء الثلاثاء، وقد وثقت الجنازة في مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة من القلق والمخاوف في أوساط السكان.

وأشار المواطنون إلى أن تفشي الأمراض بات يعصف بكبار السن والأطفال والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، في ظل غياب تام للحملات الوقائية، وتردي خدمات النظافة والصرف الصحي، ما جعل المدينة بيئة خصبة لتكاثر البعوض وانتشار العدوى.

وعبّر العديد من أبناء عدن عن استيائهم العميق من صمت الجهات الصحية وتقاعس السلطات المحلية، مؤكدين أن ما يحدث هو "نزيف موت بطيء" يجب التعامل معه بجدية. وطالبوا بتدخل عاجل من وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية لإرسال فرق طبية، وتوفير الأدوية والمستلزمات، وتنفيذ حملات رش ومكافحة نواقل الأمراض، وإنقاذ المدينة من الانهيار الصحي الشامل.

وفي ظل هذا التصعيد، لم يصدر حتى لحظة إعداد التقرير أي بيان رسمي من قبل السلطات المحلية أو وزارة الصحة، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول حجم الاستجابة المحتملة، ويزيد من مخاوف المواطنين من دخول عدن في دوامة صحية يصعب الخروج منها إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
خلفية:

وتعاني عدن منذ سنوات من تدهور الخدمات الأساسية نتيجة النزاع المستمر، وتراجع تمويل القطاع الصحي، وانسحاب تدريجي للمنظمات الدولية التي كانت تسهم في دعم المنشآت الصحية. ويُعد موسم الصيف من أكثر الفترات خطورة، مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد تكاثر البعوض، ما يفاقم من احتمالية تفشي الأمراض الوبائية.
دعوة للتحرك:

ووجه العاملون في القطاع الصحي ومواطنو عدن نداء استغاثة عاجلاً للحكومة اليمنية والمجتمع الدولي، مطالبين بوضع خطة تدخل طارئة لاحتواء تفشي الأوبئة، وإنقاذ الأرواح، واستعادة الحد الأدنى من الاستجابة الصحية في المدينة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية