محلي

اليمن اليوم تكشف في تحقيق استقصائي ما خفي عن "الزينبيات" ذراع المليشيا لقمع اليمنيات ( فيديو )

اليمن اليوم - خاص

|
قبل 18 ساعة و 8 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في خضم الحرب المستمرة باليمن، تتصاعد أصوات الضحايا لتكشف عن وجه قاتم لمليشيا الحوثي، ممثلة في فصيلها النسائي "الزينبيات"، الذي تحول إلى أداة رئيسية لقمع النساء عبر انتهاكات مروعة تشمل الاعتقال التعسفي، التعذيب، الإخفاء القسري، والعنف الجنسي.

قناة اليمن اليوم وفي تحقيق استقصائي جديد من برنامج المراقب كشف خفايا الفصيل النسوي الحوثي الاجرامي والذي تأسس عام 2014 بأيديولوجية طائفية ودعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني

التحقيق كشف كذلك ان التشكيل النسوي الحوثي يعمل ضمن شبكة هرمية معقدة تهدف إلى ترسيخ السيطرة الحوثية على المجتمع اليمني، مما يثير تساؤلات حول جذور هذه الجرائم ومدى ارتباطها بأجندات خارجية.

شهادات الضحايا.. مأساة إنسانية

تكشف شهادات الناجيات عن بشاعة الممارسات التي تنفذها الزينبيات. روت لنا برديس السياغي، مختطفة سابقة، كيف اقتحمت الزينبيات منزلها فجر يوم جمعة عند الساعة الرابعة، مخلعين الباب دون مسوغ قانوني، وسحلوا أطفالها أمام عينيها قبل اقتيادها إلى مكان مجهول. وأضافت سونيا صالح، ضحية أخرى، أن ثلاث زينبيات اقتحمن غرفتها، أمرنها بالاستعداد للخروج دون توضيح، وتحت التهديد منعت من السؤال، لتجد نفسها في مواجهة تحقيقات قاسية بأساليب مهينة تشبه ممارسات تنظيم داعش، مثل إجبارها على الجلوس على ركبتيها. وكشفت ضحية أخرى عن ممارسات تُسمى "نكاح المجاهدين"، حيث تُجبر النساء ليلًا على "تطهير" يتضمن الاغتصاب المنظم، مما يعكس مدى الانحطاط الأخلاقي للمليشيات الحوثية.

نشأة الزينبيات ودورها القمعي

تأسست الزينبيات عام 2014 كجزء من الأجهزة الأمنية الحوثية، وتلقت تدريبات مكثفة من الحرس الثوري الإيراني وفصائل شيعية عراقية مثل كتائب الزهراء والنجباء. وبحسب تقارير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ومنظمة سام للحقوق والحريات، يُقدر عدد الزينبيات بحوالي 4000 عنصر، تلقين تدريبات قتالية تشمل استخدام الأسلحة والمتفجرات وعمليات الاقتحام.

 ظهر نشاطهن علنًا أواخر 2017، عندما قمعت الزينبيات نساء طالبن بجثمان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح خلال انتفاضة 2 ديسمبر، ومنذ ذلك الحين، أصبحن رمزًا للقمع المنظم.

وفقًا لتقرير لجنة الخبراء الأممية لعام 2020، تُشكل الزينبيات جهازًا استخباراتيًا موجهًا للنساء، يتولى تفتيش المنازل، إدارة سجون النساء، ونشر الأفكار الحوثية. ويتم اختيار معظمهن من أسر هاشمية، مما يعزز طابعهن الطائفي. كما وثق التقرير انتهاكات شملت الاعتقال التعسفي، النهب، الضرب، التعذيب، وتيسير الاغتصاب في معتقلات سرية.

شبكة هرمية.. بدعم خارجي

كشف تحقيق قناة "اليمن اليوم" عن شبكة هرمية تربط الزينبيات بقيادات حوثية بارزة، على رأسها عبد الملك الحوثي، ومحمد علي الحوثي، الذي يُعتبر "المتحكم الخفي" وفق تقارير الأمم المتحدة. كما يبرز عبد الحكيم الخيواني، رئيس جهاز الأمن والمخابرات، وسلطان زابن، مدير إدارة البحث الجنائي المدرج في قوائم العقوبات الدولية، رغم شائعات مقتله التي نفتها لجنة الخبراء. وتشمل الشبكة قياديات مثل فاتنة العياني، مديرة السجن المركزي، وأم الكرار كريمة المروني، المسؤولة عن الأعمال القمعية، إلى جانب أسماء أخرى مثل فاطمة جحاف وأمل الوزير.

وأكد فرناندو كرفخال، خبير سابق بلجنة الخبراء الأممية، أن الزينبيات تمثل امتدادًا لاستراتيجيات الحرس الثوري الإيراني، حيث تُستخدم كشرطة رذيلة لفرض قيم محافظة وقمع المعارضة.

 ورصد التحقيق رحلات لتدريب الزينبيات في العراق وإيران عبر مطار صنعاء، منها رحلة سرية على متن الخطوط الجوية اليمنية رقم 646 في 7 سبتمبر 2023، نقلت مجموعات إلى عمان ثم برًا إلى العراق وإيران.

أرقام مرعبة.. للانتهاكات

وثقت تقارير حقوقية من ديسمبر 2017 إلى أكتوبر 2022 أكثر من 1893 حالة اختطاف، تعذيب، واغتصاب ضد نساء، بينهن 204 قاصرات، و283 حالة إخفاء قسري في معتقلات سرية. كما سجلت 62 حالة تعذيب نفسي وجسدي، و9 جرائم قتل، بعضها بإشراف قيادي حوثي يُدعى محمد عبدالله وهاس.

 وتشمل الانتهاكات تشويه الأعضاء التناسلية بالصعق الكهربائي، الابتزاز عبر تصوير الضحايا في أوضاع مخلة، وإجبار بعضهن على تناول أدوية مجهولة تُسبب فقدان الوعي أو تُستخدم كوسائل منع حمل لتقليل الحمول الناتجة عن الاغتصاب. وأفادت ضحية أنها قضت 11 شهرًا في سجن انفرادي، حيث فقدت إحدى عينيها جراء ضربة عنيفة من زينبية.

السجون.. جحيم يومي

تقبع مئات النساء، بينهن قاصرات، في سجون سرية وفلل تابعة للحوثيين، حيث يواجهن التعذيب والاغتصاب يوميًا. وروت إحدى الضحايا: "وجدت 400 امرأة في السجن ، منهن فتيات في الـ14 ونساء في الـ60، تعرضن للاغتصاب والإخفاء القسري". وأفادت أخرى عن انتحار سجينتين بعد جلسات "تطهير"، مما يعكس الانهيار النفسي للضحايا. ويُفاقم الأمر استخدام أدوية مجهولة، ربما مخدرات أو وسائل منع حمل إيرانية الصنع، تُسبب فقدان الذاكرة والوعي.

التشابه.. مع جماعات متطرفة

يُشبه سلوك الزينبيات جماعات مثل هيئات حزب الله وكتائب الزهراء العراقية، حيث تُستخدم النساء كأدوات لفرض السيطرة الاجتماعية. ويثير التحقيق تساؤلات حول ما إذا كان هذا سيناريو إيراني جديد يُعاد إنتاجه في اليمن، مشابهًا لما شهدته سجون صيدنايا في سوريا. وأكد كرفخال أن الزينبيات ليست مجرد وحدة أمنية، بل جزء من منظومة قمعية تستهدف كل من يعارض الحوثيين، بما في ذلك معلمات وناشطات وموظفات منظمات دولية.

مع تصاعد هذه الانتهاكات، تظل الضحايا ينتظرن العدالة، بينما تواصل الزينبيات نشاطهن في الأحياء والسجون، مدعومات بشبكة قيادات حوثية وتدريبات إيرانية. ويبقى السؤال: متى ستتوقف هذه المأساة الإنسانية، وهل ستتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي هزت ضمير المجتمع اليمني والعالمي؟

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية