جامع الصالح آية معمارية تتوشح بها العاصمة صنعاء ومعلم حضاري يعكس عظمة وعمق وتاريخ الإنسان اليمني وتمسكه بدينه و قيم الاسلام الحنيف الذي حمله اليمنيون على عاتقهم إلى أصقاع الأرض.
لكن لماذا يحقد الحوثيون والجماعات المتطرفة عليه ويرغبون في زواله ؟، سؤال يتبادر إلى ذهن كل مواطن يمني اليوم وهو يستمع ويشاهد حقداً وكراهية على بيت من بيوت لله.
والإجابة عن هذا السؤال وإن بدت بسيطة إلا أن أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كبيرة، فالجامع رمزٌ وذاكرة لحقبة الدولة والنظام والأمن والمشاريع التنموية العملاقة وفي كل المجالات، زمن صرف المرتبات والاكراميات التي تحافظ على الكرامات ، ذاك في جانب السياسة والاقتصاد ، لكن جامع الصالح أيضا ذاكرة اليمنيين في التعايش المجتمعي والتسامح وفق قيم الاسلام النقي البعيد عن التطرف المذهبي والفكر الطائفي المقيت
سيقول لك الكهنة إنها اموال الشعب التي نهبت ، وتلك سخافة وتلاعب بالعقول ، فالدولة مثلما من مهامها بناء المدارس والمستشفيات والطرقات وغيرها أيضا من مهامها بناء المؤسسات الدينية والمساجد التي تحاصر الفكر المتطرف الذي يضر الشعوب ويفتت البلدان وما أحوجنا في اليمن اليوم لذلك ، فجامع الصالح لم يكن مسجدا فحسب بل كلية ومؤسسة كالأزهر الشريف في مصر مثلا ... ومع ذلك فقد كشف الرئيس الصالح غير مرة عن مصادر تمويل الجامع ومؤسساته.
يشعر الحوثيون اليوم بالغرابة في مدينة كلما فيها لا يشبههم، ويرفض فكرهم المتطرف، يحاربون كل معلم يذكر الناس بالجمهورية بدأوا بالنصب التذكاري للجندي المجهول الذين حولوه إلى مقبرة في رسالة منهم أن الجمهورية قد ماتت ودفنت .
واليوم جامع الصالح ذاكرة اليمنيين الحية على ماضي قريب يريد الكهنة تشويهه حتى ولو على حساب بيت من بيوت لله ... لكن ما حصل هو العكس تماما ليصدق القول
و إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسودِ