محلي

مفاوضات غير مباشرة في عمان بهدف إنهاء ضربات الحوثي ضد الشحن

اليمن اليوم - ترجمة: عبدالله قائد:

|
07:45 2024/03/14
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أجرت الولايات المتحدة محادثات سرية مع إيران هذا العام في مسعى لإقناع طهران باستخدام نفوذها على حركة الحوثيين في اليمن لإنهاء هجماتها على السفن في البحر الأحمر ، وفقا لمسؤولين أمريكيين وإيرانيين. 

وقال المسؤولون إن المفاوضات غير المباشرة، التي أثارت خلالها واشنطن أيضا مخاوفها بشأن برنامج إيران النووي التوسعي، جرت في عمان في يناير وكانت الأولى من نوعها بين الخصمين منذ 10 أشهر.

وترأس الوفد الأمريكي مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوثه لإيران أبرام بالي. ومثل الجمهورية الإسلامية نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني، وهو أيضا كبير المفاوضين النوويين لطهران. وقال المسؤولون إن المسؤولين العمانيين قاموا برحلات مكوكية بين الممثلين الإيرانيين والأمريكيين حيث أنهم لم يتناقشوا بشكل مباشر.

وتؤكد المحادثات كيف تستخدم إدارة بايدن القنوات الدبلوماسية مع خصمها، إلى جانب الردع العسكري، في محاولة منها لتهدئة موجة من الأعمال العدائية الإقليمية التي تشارك فيها الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والتي اندلعت بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس. وقال شخص مطلع على الأمر إن المسؤولين الأمريكيين يرون في القناة غير المباشرة مع إيران "وسيلة لإثارة سلسلة كاملة من التهديدات الصادرة عن إيران". وشمل ذلك مفاتحتهم ب "ما يتعين عليهم القيام به من أجل منع نشوب صراع أوسع نطاقا، كما يرغب بذلك الإيرانيون بحسب ما يدعوه".

    وأضاف المسؤولون الأمريكيون أنه كان من المقرر إجراء جولة ثانية من المفاوضات التي يشارك فيها ماكغورك في شهر فبراير، إلا انه تم تأجيلها عندما أصبح مشغولا بالمساعي الأمريكية للتوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لدينا العديد من القنوات لتمرير الرسائل إلى إيران". ورفضوا تقديم تفاصيل "بخلاف القول إنه منذ 7 أكتوبر، ركزوا جميعا على إثارة طائفة كاملة من التهديدات الصادرة عن إيران، وضرورة أن توقف إيران تصعيدها الشامل".

وكانت آخر محادثات معروفة وقعت بين الولايات المتحدة وإيران في مايو الماضي وأطلق عليها أيضا بمحادثات تقارب فيما بينهما .

ومنذ أن أدى هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر إلى اندلاع الحرب، تبادل «حزب الله» اللبناني المسلح المدعوم من إيران إطلاق النار، يوميا عبر الحدود، مع إسرائيل. هاجم الحوثيون عشرات السفن، بما في ذلك السفن التجارية والسفن البحرية الأمريكية. وأطلقت الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

واتهم مسؤولون أمريكيون طهران مرارا بتزويد الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ ومعلومات استخباراتية لشن هجماتهم على الشحن.

وتعترف إيران بدعمها السياسي للحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن والذين برروا هجماتهم بأنها تأتي دعما للفلسطينيين. ومع ذلك، تصر طهران على أن  المتمردين يتصرفون بشكل مستقل عنها.

"لقد قالت إيران مرارا وتكرارا إن لديها فقط شكلا من أشكال التأثير الروحي [على المتمردين]. لا يمكنها الإملاء على الحوثيين، غير انها يمكنهما التفاوض والنقاش معهم".

ومع ذلك، كانت هناك دلائل على أن طهران سعت إلى تخفيف التوترات مع واشنطن منذ وقوع هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود الأردنية السورية أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

وبعد أن تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمحاسبة من يقفون وراء الهجوم ، سحبت إيران كبار قادة الحرس الثوري من سوريا. وبعيد أيام، في الثاني من فبراير، نفذت القوات الأمريكية موجة من الهجمات ضد القوات الموالية لإيران في سوريا والعراق.

ولم يجر شن أي هجمات ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا منذ الرابع من فبراير ، حيث قال مسؤولون أمريكيون إن هناك مؤشرات على أن طهران عملت على كبح جماح الميليشيات العراقية.

وقال مسؤول إيراني إنه عندما زار العميد إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، وهو جناح الحرس الثوري المسؤول عن العمليات الخارجية، بغداد الشهر الماضي، أخبر الميليشيات العراقية إن عليها "إدارة سلوكها بطريقة لا تسمح لأمريكا بالاحتكاك مع إيران".

وفي حين أن الهدف النهائي لإيران هو طرد القوات الأمريكية من العراق وسوريا، إلا أن طهران أوضحت أنها تريد تجنب صراع مباشر مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، وتجنب حرب إقليمية شاملة.

ومع ذلك، واصل الحوثيون مهاجمة الشحن، على الرغم من الضربات المتعددة التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على منشآتهم العسكرية. وشنت الجماعة 99 هجوما في البحر الأحمر والمياه المحيطة به، مما أثر على 15 سفينة تجارية، بما في ذلك أربع سفن أمريكية، منذ شهر أكتوبر الماضي.

ويعترف المسؤولون الأمريكيون بأن العمل العسكري وحده لن يكون كافيا لردع الحوثيين، ويعتقدون أن طهران ستحتاج في نهاية المطاف إلى الضغط على جماعة الحوثي للحد من أنشطتها.

وعلى الرغم من أن الحوثيين أقل قربا أيديولوجيا من طهران من الجماعات المسلحة الأخرى، إلا أن العلاقة تعمقت بينهما حيث أصبحت الحركة عضوا أكثر أهمية في "محور المقاومة" المدعوم من إيران.

وتشعر القوى الغربية بالقلق أيضا من برنامج إيران النووي في الوقت الذي تواصل فيه طهران تخصيب اليورانيوم بمستويات قريبة من مرحلة صنع الأسلحة

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية