تواصل قيادات الميليشيا الحوثية حديثها عن التغيير الجذري الموعود الذي سيتم من خلال ما أسمته تشكيل حكومة كفاءات وتمنيات بتصليح وبناء مؤسسات الدولة بعد أن عاثت لسنوات فيها فسادا وإقصاء.
لا يعول كثيرين ان تؤدي هذه الخطوة إلى تحسين الصورة القائمة والقاتمة للميليشيا فيما يخص تسيير شؤون الوزارات والمؤسسات أو تعديل قراراتها وممارساتها المرتبطة دائما بكل ماهو سيئ و مخالف لمصلحة الوطن والشعب.
حصلت العديد من التغيرات الجذرية منذ سيطرت الجماعة على العاصمة وما بعدها.. أولها أن تشكيل حكومة يديرها الحوثي يشكل عبئا ثقيلا على أحوال المواطن المعيشية الذي اكتشف وخبر بالتجربة تحولات وتبدلات وظيفة مؤسسات الدولة في ظل اللا دولة وكيف ان الحكومة أيا كان لونها واسمها مادامت ميليشاوية فإنها تعتاش على النهب والجباية ومصادرة اموال البسطاء وتغييب حقوقهم.
كان الموظف أول من اكتشف أن " المسيرة القرآنية " التي سمع عنها وزوامل عدلها الإيماني الاسطوري توقفت في سيرها إلى صنعاء عند البنك المركزي ولم تخرج منه إلى الآن ومازالت هناك تقرأ على جميع أصحاب الحق والأجر والإيداع سورة " طاحس " !.
يبدو ان الحوثي من عشاق التغييرات الجذرية إذ ظهر الكثير منها على يده خلال ثمان سنوات وبات من الصعب انكارها أو التخلص من اثارها ونتائجها الكارثية على الحاضر والمستقبل اليمني.
تغير جذري غير مسبوق في حياة أطفال اليمن تحول الآلاف منهم الى أسلحة قتل ووقود جبهات ومربعات مقابر.
وفي عهد الحوثي بات يمكن تعريف اليمن بأنه يضم اكبر تجمع لليتامى في المنطقة حيث ارتفع العدد إلى مليون ومئتين ألف طفل بلا أب أو بلا أب وأم .
حرمت الحرب جراء القصف واحتلال المدارس واختيارها ثكنات عسكرية أكثر من مليون طفل من حق التعلم.
الصدمة الكبرى ان يواجه قرابة 700 ألف دون سن الخامسة خطر الموت وهو أقل الاحتمالات نتيجة سوء التغذية الحاد .
وفي زمن الحوثي اصبح لدينا أربعة ملايين ونصف المليون يمني يعانون شكلا من أشكال الإعاقة.
وباستثناء الحوثي واتباعه يكابد ملايين الشعب الجوع والحرمان يوميا .