من المنتظر أن توقع كوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية 51 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تبلغ 15.6 مليار دولار أمريكي، بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس يون سيوك-يول إلى المملكة، وفقاً للمكتب الرئاسي .
وقال كبير المساعدين الرئاسيين للشؤون الاقتصادية "تشوي سانغ-موك" إنه تم توقيع بعض الاتفاقيات يوم الأحد خلال منتدى استثمار ثنائي وبعد لقاء قمة بين الرئيس يون سيوك-يول وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما سيتم توقيع الاتفاقيات المتبقية خلال حفل يوم الاثنين بمناسبة مرور 50 سنة من التعاون في مجال البناء بين البلدين.
وتغطي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مجموعة واسعة من القطاعات؛ بما في ذلك النفط الخام، والطاقة، والهيدروجين، والإحصاء، والمنتجات الغذائية والطبية.
ومن بينها عقد بين شركة النفط الوطنية الكورية، التي تديرها الدولة، وشركة النفط العملاقة أرامكو، التي تديرها الدولة السعودية، لإنشاء احتياطي مشترك من النفط الخام يبلغ 5.3 مليون برميل في منشأة تخزين في مدينة أولسان الكورية الجنوبية بحلول عام 2028.
وبموجب الاتفاق، سيكون لكوريا الجنوبية حقوق الأولوية في شراء النفط في حالات الطوارئ المتعلقة بالعرض والطلب، وستحصل على إيجار طوال فترة مدتها 5 سنوات.
كما وقعت شركة هيونداي موتور الكورية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي عقدا لاستثمار حوالي 400 مليون دولار في بناء مصنع لتجميع السيارات في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة منطقة مكة المكرمة بالسعودية.
وسيتم تصميم المصنع لإنتاج نحو 50 ألف سيارة كهربائية وسيارة تعمل بالغاز ابتداء من عام 2026 ليصبح أول مركز لإنتاج السيارات الكهربائية لكوريا الجنوبية في الشرق الأوسط ونقطة دخول لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفقا لـ "تشوي".
وأشار الرئيس يون خلال منتدى الاستثمار إلى أن هذا العام يصادف الاحتفال بمرور 50 سنة على دخول الشركات الكورية الجنوبية للبناء سوق الشرق الأوسط لأول مرة من خلال الفوز بعقود لبناء الطرق السريعة في السعودية.
وقال أمام نحو 300 مسؤول حكومي و تجاري من الجانبين بمن فيهم 130 عضوا في الوفد التجاري الكوري الجنوبي، "من الطرق والموانئ إلى المصافي، في أي مكان نذهب إليه في السعودية، يمكننا بسهولة أن نصادف منشآت تحمل عرق وشغف شركات البلدين.
وأفاد بأن إمدادات النفط المستقرة للسعودية، أكبر دولة منتجة للنفط أصبحت حجر الزاوية الصلب لنمو كوريا الجنوبية لتصبح ضمن أكبر 10 اقتصاديات.
وأضاف أنه إذا تعاونت كوريا الجنوبية التي تمتلك تكنولوجيا متطورة وتجربة ناجحة في التنمية الصناعية، مع السعودية برأس مالها الوافر وإمكانات نموها، فيمكننا خلق تآزر أقوى من أي دولة أخرى.
واتفقت الحكومتان أيضا على مبادرة التعاون في واحة الهيدروجين، والتي ستدعو إلى إنشاء مجموعات عمل منفصلة لكل خطوة من سلسلة قيمة الهيدروجين بدءا من إنتاجه وحتى توزيعه واستخدامه ودعم المشروعات ذات الصلة بشكل منهجي بين الشركات في البلدين.
وبالإضافة إلى ذلك، وقعت وكالات الإحصاء في البلدين اتفاقية حول تبادل المعلومات والموارد المتعلقة بالإنتاج الإحصائي.
وذكر "تشوي" للصحفيين أن الصفقات الجديدة سيتصاف إلى مذكرات التفاهم والعقود التي تبلغ قيمتها 29 مليار دولار والتي تم توقيعها خلال زيارة ولي العهد لسيئول في نوفمبر الماضي.
وقال أيضا إن هناك نتائج ملموسة في أكثر من 60% من المشاريع بقيمة 29 مليار دولار، بما في ذلك وضع حجر الأساس لمشروع مصنع "شاهين" للبتروكيماويات في مدينة أولسان وإنشاء صندوق رأس مال مشترك بقيمة 160 مليار دولار.
وفي غضون ذلك، شاركت الشركات الكورية الجنوبية في طرح عطاءات بقيمة 25 مليار دولار من إجمالي 50 مليار دولار من المشاريع التي سيتم تنفيذها فيما يتعلق بنيوم، وهي مبادرة لتطوير مدن ذكية وصديقة للبيئة في منطقة تبوك شمال غرب المملكة.
وأفاد "تشوي" بأن الرئيس يخطط لدعوة ولي العهد الأمير محمد للاهتمام والدعم الفعال للشركات الكورية الجنوبية للفوز بالعقود.