قال الخبير الاقتصادي التركي مصطفى سونميز- في تقرير نشر بموقع "المونيتور" الأمريكي- إن أزمة فيروس كورونا تهدد بتفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي في تركيا، ويهدد القطاع الزراعي المتدهور بالفعل، حيث اعتمدت الحكومة على الواردات لسد الثغرات بدلًا من تشجيع الإنتاج المحلي.
وأوضح أن القطاع الزراعي في تركيا، الذي عاني بالفعل من التدهور في السنوات الأخيرة، أصبح أكثر هشاشة في ظل الضربات الاقتصادية لفيروس كورونا، مؤكدا أن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان لم تتخذ سوى إجراءات سطحية قصيرة الأجل لحماية القطاع، كما هو الحال بالنسبة لفروع الاقتصاد الأخرى، حيث تعامل الرئيس التركي مع الوباء على انه مشكلة عابرة سيتم التغلب عليها قريبًا.
وأضاف أن أردوغان ركز على الحفاظ على استيراد المواد الخام وتعزيز المخزونات، من خلال الواردات، على الرغم من ندرة احتياطيات العملة الصعبة في البلاد، لافتا إلى أن تلك السياسة لا تحبط معنويات المنتجين المحليين فحسب، بل تمنعهم أيضًا من وضع خطط طويلة المدى مع زيادة عدم الثقة في الحكومة.
ولفت إلى أن أروغان اعتمد على الشراء من الخارج بدلًا من الإنتاج في الداخل، ولكن مع بدء ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في عام 2014، أصبحت المنتجات الزراعية والحيوانية المستوردة أكثر تكلفة، ما أدى إلى تفاقم مشاكل القطاع الزراعي وعدم كفاية الإنتاج المحلي، إلى جانب زيادة تضخم أسعار الغذاء، والتي ارتفعت بشكل أكبر تحت تأثير أزمة العملة في عام 2018.
وأشار سونميز إلى تحذيرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" بأن العالم قد يشهد أزمة غذائية "ما لم تتخذ إجراءات سريعة للحفاظ على استمرار سلاسل إمدادات الغذاء العالمية التي تضررت جراء انتشار فيروس كورونا منذ بداية العام الجاري وحماية الفئات الأكثر ضعفًا".
وتوقع الخبير التركي أن تتفاقم مثل هذه المشكلات التي يواجهها القطاع الزراعي التركي تحت تأثير وباء كورونا إلى الدرجة التي تجعل القطاع مهددا بالانهيار الفعلي، خصوصا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في تركيا في رمضان.