أفادت مصادر محلية في مديرية الغيل بمحافظة الجوف، أن ميليشيات الحوثي استحدثت خلال الساعات الماضية نقاط تفتيش مفاجئة داخل المديرية، تحت مبرّر “تعبئة استمارات” للمواطنين، ما أثار حالة استياء واسعة بين الأهالي الذين وصفوا الإجراء بأنه “غير مفهوم وغير مبرّر”.
وأضافت المصادر أن النقاط ظهرت عقب إفراج القبائل عن خمسة من أبناء الغيل كانوا محتجزين لدى الميليشيا اعتقلتهم قبل أيام ، وهو ما اعتبره الأهالي مؤشرًا على حالة توتر تعيشها الجماعة في المنطقة.
وبحسب السكان، فإن “الاستمارات” التي تطلبها الميليشيا لا تتصل بأي نشاط حكومي معروف، خصوصًا وأن الأهالي لم ينزحوا، ولم يعودوا من خارج البلاد كما تقول المبررات الحوثية، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى اعتبارها مجرد محاولة لإظهار السيطرة بعد سلسلة ضغوط قبلية وميدانية.
ويرى مراقبون أن تكثيف نقاط التفتيش في الجوف يأتي في سياق “حالة ارتباك” داخل صفوف الحوثيين، مع تزايد المؤشرات على تراجع نفوذهم في بعض المديريات واحتدام الخلافات الداخلية على خلفية الوضع العسكري في جبهات الجوف ومأرب.
أهالي الغيل بدورهم أكدوا أن هذه النقاط “لا تعكس قوة أو حضورًا أمنيًا بقدر ما تعكس قلقًا واضحًا”، مشيرين إلى أن المجتمع المحلي يعرف جيدًا “أن الإجراءات المفاجئة غالبًا ما ترتبط بحالة خوف داخل الميليشيا أكثر من كونها ترتيبات أمنية حقيقية”.
ويؤكد أبناء الجوف أن “الوضع على الأرض يشير إلى تغيّر قادم”، لافتين إلى أن تشدد الحوثيين في الأيام الأخيرة “يكشف أكثر مما يخفي”.