ما الذي يحدث في صنعاء وباقي مناطق سيطرة المليشيا للشهر الثالث ؟ حملات اعتقالات طالت ما يناهز ال٢٠٠ شخص من السياسيين والمعارضين أبرزهم الأستاذ غازي الأحول الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وآخرهم في سجل الاستدعاءات الدكتور حمود العودي والمهندس عبدالرحمن العلفي .
انتهاكات لم يشهد لها مثيلا في زمن اليمن تحدث بهذه الشراسة في زمن المليشيا وتنذر بخطورة الوضع الذي وصلت إليه البلاد ! .
يريد الحوثي تحت عدة مسميات لأجهزة القمع التابعة له إسكات كل أصوات العقل المخالفة لتوجهاته قليلة العقل والمنطق ولو كانت من أناس بلغوا عمر التسعين ! .
مستندا إلى جهود الترهيب والاعتقال والإخفاء القسري لا يريد الحوثي أن يرى أو يسمع أن هناك أشخاص يرون عكس ما يريد ! .
وبعدة أساليب يعمل على تقييد الجميع ومصادرة حقوقهم ومنعهم حتى من حق حرية الرأي والحياة حلوة بس نفهمها…الخ ففي صنعاء تكون فلسفة ديكارت المليشيا للمواطنين " أنا أفكر إذا أنا محبوس " ! .
ما يثير الغرابة أن البعض لا يستنكر مثل هكذا جرائم تعمل على إلغاء وجوده وإنما يعتبرها أمر طبيعي ومسلم به ! .
تجده أيضا يجتهد في اختلاق مبررات حول اعتقال المئات من المعارضين وأصحاب الرأي المغاير في الوقت الذي تعجز فيه المليشيا عن تقديم سبب واحد مقنع للرأي العام ! .
من بين تلك الشطحات أن فلان أخذ بالقوة من داخل منزلة إلى مكان مجهول لأن سيد الكهف اختاره بطلب صياغة مقترح تشكيل حكومة وهو الآن محبوس معزز مكرم ولا تقلقوا المسألة تحتاج وقت إلى أن ينتهي من تسمية أعضاء الحكومة الجديدة وموافقة قيادات المليشيا عليها ! .
أما هذا السياسي فهناك شهادات ووثائق تثبت أنه عبر عن رأيه في برودة أجواء صنعاء بالقول : إنها بحاجة إلى تتنفس بعض هواء الحرية.. أليست جريمة وخيانة عظمى ! كان الأولى به أن يقول شكرا للسيد على مجانية الهواء !
اعتراض الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام غازي الأحول على توجيهات الحوثي بمنع أي مظاهر تعكس الاحتفال أو الابتهاج أو الافتخار بالذكرى السنوية لتأسيس المؤتمر هل تستحق عقوبة السجن وبأي قانون ؟! وهل تستدعي كل هذه المدة وهذا الغموض إلى حين تلفيق تهمة تتناسب مع وزير سابق وأمين عام أكبر الأحزاب اليمنية ؟! .
جريمة الدكتور العودي أنه يعلم أن المليشيا في ذروة التحشيد والاستنفار لقبائل صنعاء لكنه اقترح في مساء الأحد قبل قبل الماضي في ندوة بمركز دال تقديم مقترح للحوثي يدعوه لوقف التصعيد مع دول الجوار والتوجه نحو تحقيق مصالحة وطنية تبدأ بإطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والجلوس على طاولة الحوار.
في صباح اليوم التالي جاء الرد على المقترح قبل صياغته باعتقال العودي !.