كشفت منصة "لويدز ليست" المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية، أن سفينة الحاويات العملاقة «CMA CGM Benjamin Franklin» التابعة لشركة الشحن الفرنسية CMA CGM تستعد لعبور البحر الأحمر خلال الأيام المقبلة، في أول رحلة من نوعها منذ اندلاع أزمة البحر الأحمر وتصاعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية.
وأوضحت المنصة أن الرحلة تمثل اختبارًا فعليًا لمسار الملاحة عبر مضيق باب المندب الذي ظلّ مغلقًا أمام السفن العملاقة منذ تصاعد الهجمات على الشحن الدولي، مشيرة إلى أن السفينة تحمل العلم المالطي وتبلغ سعتها 17,859 حاوية قياسية (TEU)، ما يجعلها أول سفينة بهذا الحجم تعمل ضمن تحالف على خط آسيا–أوروبا تعبر هذا المسار منذ تفاقم التوترات الإقليمية.
وذكرت "لويدز ليست" أن حركة السفن عبر باب المندب شهدت ارتفاعًا طفيفًا خلال عام 2025 مقارنة بـ2024، لكنها لا تزال عند مستويات منخفضة جدًا مقارنة بما قبل الأزمة. أما السفن العملاقة التي تتجاوز حمولتها 14 ألف حاوية، فقد سجلت 13 رحلة فقط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري — جميعها تابعة لشركة CMA CGM وتعمل على خطوط آسيا–المتوسط.
واعتبرت المنصة أن الخطوة تعزز الانطباع بأن الشركة الفرنسية تختبر إمكانية استئناف تدريجي للملاحة الآمنة عبر البحر الأحمر، خصوصًا مع مرافقة البحرية الفرنسية لعدد من سفنها أثناء العبور لتوفير الحماية من هجمات الطائرات المسيّرة التي تشنها جماعة الحوثي.
وأضاف التقرير أن السفينة غادرت ميناء ساوثهامبتون في المملكة المتحدة في 25 أكتوبر الجاري، وتتجه حاليًا نحو ميناء كلانغ الماليزي، وفق بيانات تتبع السفن العالمية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب الهدنة التي توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إسرائيل وحماس في 10 أكتوبر، والتي أعادت بعض الأمل بعودة الاستقرار إلى المنطقة، رغم أن الوضع في غزة لا يزال هشًا مع تجدد الغارات الإسرائيلية مؤخرًا.