محلي

وجود الدولة.. خلاص حتمي من الإرهاب..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 3 ساعة و 53 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

حيث توجد الفوضى وعدم الاستقرار وتتراجع فعالية النظام والقانون، توجد وتنمو العصابات والجماعات الخارجة عن القانون ويترعرع الإرهاب والفساد، لأن تلك هي بيئتهما، إنها البيئة المناسبة و(الصحية) بالنسبة لتلك الجماعات والمنظمات والتنظيمات، التي لا تعيش إلا على حساب أمان واستقرار الشعوب واستغلال الثغرات النظامية في المجتمع، في صالح تجذرها وتقوية وتمتين حضورها بطرائق مختلفة، جميعها تتنافى مع الحياة الطبيعية الآمنة وتتعارض مع المثل والنظام والحقائق.

لذلك يعتمد وجود واستمرار هذه التكوينات الطارئة أحياناً والمنبعثة من مهملات التاريخ أحياناً أخرى، على عناصر أساسية تتوازى مع بعضها لإيجاد وخلق تلك البيئة، وهي بيئة ضارة لا تتحقق منها فائدة أو جدوى إيجابية لأحد سوى هذه الجماعات وتابعيها والمستفيدين من وجودها  ثم تجار الحروب والمخدرات والأسلحة وأصحاب السوابق الجنائية والقضائية الذين سرعان ما ينضوون تحت سقف هذه العصابات والتنظيمات، حين تجد طريقها إلى السطح، نتيجة للمستجد الفوضوي، لينتموا إلى صفوفها كقوة داعمة وشريكة في المصالح والمصائر أيضاً..

ولأن هذه التنظيمات والجماعات الناتئة والمستغلة، هي في حقيقتها خارج النسق الوجودي المعتاد أو الطبيعي، وليس لديها قضايا حقيقية تبرر وجودها وتصرفاتها، فإنها تلجأ عادة للخداع والزيف واختلاق القضايا والشواغل من العدم، وهذه من أهم العناصر التي تضمن الجماعات والتنظيمات المعنية من خلالها بقاءها وتساعد على استمرار وجودها.. وكثيراً ما تلجأ هذه الجماعات إلى المؤثرات المحركة والتي لها فاعلية كبيرة وقصوى في واقع المجتمع الذي تستهدفه؛ كالدين والوطنية والقومية وغير ذلك من المؤثرات الجانبية من الإصلاح ومحاربة الفساد بأشكاله القيمية والمادية، بينما هي في حقيقتها مكونات فاسدة وغير طبيعية ولا يمكن أن توجد أو تستمر إن لم توجد البيئة المشبعة بالفساد والفوضى، ومخالفة تلك الشعارات الزائفة التي تحملها وترددها وتحتمي بها، إلى جانب القوة والسلاح وبعث الخوف، من التلاشي والفناء..!!

وبما أن بيئة الفوضى وعدم الاستقرار هي مرتعها ومجتمعها، فإن هذه المكونات والجماعات تبذل كل جهدها ولا تقتصد في وسائلها أياً كانت وأيا كان المتضرر منها في أن تهيء كل الظروف الممكنة وغير الممكنة في خلق واستمرار تلك البيئة غير المستقرة، لتستغلها بكل الطرق مدركة أنها بيئة أو حالة طارئة ومنافية للطبيعة ولا يمكن أن تكون الديمومة من صفاتها، وما عليها إلا الاجتهاد في إطالة عمرها أو فترتها، لتضاعف منها مكاسبها الخاصة.. وهو ما فعلته سابقا على سبيل المثال جماعات وتنظيمات كطالبان والقاعدة وداعش وحزب الله، في دول عربية وإسلامية عدة، وتفعله الآن جماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن، التي لم تترك وسيلة من وسائل الخداع والفساد والبطش والإرهاب، إلا واتخذتها طريقاً وسلاحاً لحماية نفسها وإطالة مساحة وأمد استغلالها للمجتمع اليمني.. ولكن سرعان ما تنكشف مثل تلك الألعاب والخدع الإرهابية عموما كلما اتجه أبناء الوطن بعزيمة حقيقية ناحية تقييم المرحلة تقييماً فعليا، وقرروا باستعادة الدولة إنهاء الوضع المأساوي الذي يعيشونه.. فأين نحن الآن من ذلك..؟ وهل بالفعل صار وشيكاً وقريب التحقق في اليمن..؟!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية