محلي

نحو نصف سكان اليمن يكافحون من أجل العثور على ما يكفي من الغذاء

"أكشن كونتر فيمن" - ترجمة اليمن اليوم

|
قبل 9 ساعة و 1 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تكشف البيانات الأخيرة أن اليمن أصبح الآن ثالث أكبر أزمة غذائية في العالم، حيث يواجه نصف سكانه الجوع، ويعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن.

وفي يوم الغذاء العالمي، تدعو المنظمات الدولية والوطنية في اليمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة الجوع المتصاعدة في البلاد.

ويواجه اليمن حالة طوارئ إنسانية مثيرة للقلق، مع تزايد عدد الأشخاص المحرومين من الغذاء، إذ تواجه واحدة من كل ثلاث أسر جوعًا متوسطًا إلى شديدًا. وتواجه أكثر من 100 منطقة الآن حالة طوارئ غذائية حرجة، وهي زيادة غير مسبوقة في مستويات سوء التغذية في جميع أنحاء البلاد.

وفي منطقة عبس بحجة، مات أطفال من الجوع مع ارتفاع معدلات سوء التغذية، بينما من المتوقع أن ترتفع معدلات سوء التغذية الحاد بنسبة 15 – 30 في المئة في الحديدة وتعز بحلول نهاية العام.

الوضع يتدهور بسرعة. وبحلول أوائل عام 2026، من المتوقع أن يواجه أكثر من 18 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن معدلات من أزمة الجوع، بما في ذلك حوالي 41 ألف شخص معرضين لخطر المجاعة.

في جميع أنحاء البلاد، تجد الأسر نفسها الآن مضطرة إلى اتخاذ خيارات مستحيلة، فالآباء يتخطون وجبات الطعام حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام، ويبيعون الأراضي أو الماشية أو ممتلكاتهم القليلة لمجرد البقاء على قيد الحياة. وكما قالت أم من الضالع: "هناك أيام أرسل فيها ابنتي إلى منزل جدها حتى تتمكن من تناول الطعام، بينما امضي بدونها. وفي أيام أخرى، نأكل الخبز فقط ونشرب الشاي. كأم، هذا يكسرني."

إن تأثيرات الأزمة الحالية تنتقل بين الأجيال. الأطفال هم من بين الفئات الأكثر تضرراً، إذ لا يفقدون صحتهم فحسب- حيث يحرمهم الجوع من نموهم البدني والمعرفي مما يزيد من المخاطر الصحية مدى الحياة- بل وأيضاً يفقدون آمالهم في المستقبل.

وفي حين تكافح الأسر من أجل البقاء، اضطرت العديد منها إلى إخراج أطفالها من المدارس، أو إرسالهم إلى العمل، أو تزويجهم في وقت مبكر، مما يعرضهم لمزيد من المخاطر.

العوامل المحركة
ويدفع الصراع والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية وندرة المياه اليمن نحو المجاعة. لقد أدت سنوات من الحرب والنزوح إلى تآكل سبل العيش، مما وضع حدا للوصول إلى الخدمات الصحية وخدمات التغذية الأساسية.

وكما هو الحال في أغلب الأحيان، تأثرت النساء والفتيات بشكل غير متناسب. والآن توقفت جهود التعافي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض قيمة العملة، والتفتت الاقتصادي، مما دفع ملايين الأشخاص إلى مزيد من الأزمة. وتشكل السيول الأخيرة التي حدثت في شهر أغسطس هذا العام مثالاً صارخاً على الكيفية التي يؤثر فيها تغير المناخ في الحد من توافر الغذاء، وفي تدمير الأراضي الزراعية، والقضاء على الماشية، وغير ذلك من مصادر العيش الأساسية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية