كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان أنه لا يوجد سوى 46 طبيبًا نفسيًا يخدمون اليمن بأكملها، أي بمعدل طبيب واحد لكل 700 ألف شخص.
وأكد في تقرير أصدره أخيرًا أن الرعاية الصحية النفسية في اليمن تعد نادرة للغاية وتواجه وصمة اجتماعية كبيرة. ولا يتلقى خدمات الصحة النفسية المستمرة سوى 120 ألف شخص فقط.
وفي عام 2025، يقدّر أن 7 ملايين شخص يعانون من صدمات وضغوط نفسية تتطلب دعمًا صحيًا متخصصًا، في ظل الصراع والحرب التي اندلعت أواخر مارس عام 2015.
وخلال السنوات الست الماضية، أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان، بتمويل من الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وكل من كندا والنرويج، ستة مراكز للصحة النفسية في اليمن.
لكن مع نهاية مارس 2025، اضطر الصندوق إلى تقليص خدمات الصحة الإنجابية الطارئة وخدمات العنف ضد النساء والفتيات بنسبة تقارب 40%.
وهذا يعني أن ما يقرب من 1.5 مليون امرأة فقدن الوصول إلى خدمات منقذة للحياة، و300 ألف امرأة فقدن خدمات الوقاية والعلاج من العنف.
كما أغلقت عشر مساحات آمنة للنساء والفتيات، وفقد أكثر من 400 عامل يعملون في هذه المراكز وظائفهم. وأغلق كذلك أحد المراكز الستة للصحة النفسية.
ولأكثر من عقد، تستمر معاناة النساء والفتيات في اليمن من صراع لا يهدأ، ونزوح متكرر، وصدمات مناخية، ما دفعهن إلى أزمة عميقة في الصحة النفسية تتفاقم باستمرار.
وفقد الكثير منهن أحبّاءهن، ومنازلهن، وسبل عيشهن، وأصبحن في كثير من الأحيان المعيلات الوحيدات لأسرهن وسط فقر مدقع. وغذّى هذا الاضطراب المستمر مشكلات خطيرة في الصحة النفسية، من بينها اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.
وقد فاقم النزوح من معاناتهن، إذ قطع روابط اجتماعية حيوية وتركهن معزولات وضعيفات.
وغالبًا ما تعيش النساء النازحات في اليمن في أوضاع مكتظة وغير مستقرة، يكافحن لتلبية احتياجاتهن الأساسية.
ويغذّي عدم الاستقرار هذا القلق والعجز، ما يجعل دعم الصحة النفسية أمرًا أساسيًا لبقائهن وتعافيهن. كما دفعت الكارثة الاقتصادية الكثير من النساء إلى هاوية الفقر، وفرضت عليهن عبء إعالة أطفالهن، خاصةً بعد فقدان المعيلين الرئيسيين. كما تزيد العزلة الاجتماعية، التي فرضها النزاع والنزوح، من تعقيد هذه التحديات.
وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقريره أنه "يقف مع نساء وفتيات اليمن".
وناشد بشكل عاجل المجتمع الدولي لزيادة التمويل المخصص لخدمات الصحة النفسية والحماية الأساسية لضمان حصول النساء والفتيات على ما يحتجن ويستحقن من الدعم والرعاية.
وحتى الآن، لم يتلق نداء الصندوق لعام 2025 لليمن لحشد 70 مليون دولار للاستجابة، سوى 36% من المطلوب.