محلي

الجوع ينهش مناطق الحوثيين والمليشيا ترد بالقمع والاعتقالات بدل صرف الرواتب

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 2 ساعة و 57 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تتصاعد موجة الغضب الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين، مع استمرار المليشيا في التهرب من صرف مرتبات الموظفين، حتى من النصف الشهري الذي التزمت به حكومتها غير المعترف بها منذ أكثر من عام، مما فاقم المعاناة المعيشية للمواطنين في ظل تدهور اقتصادي غير مسبوق.

وتتهم مصادر محلية في صنعاء المليشيا الحوثية بـ"تكريس سياسة التجويع والإذلال"، بعد أن تنصّلت من صرف نصف الراتب عقب مقتل رئيس حكومتها غير المعترف بها أحمد الرهوي ومعظم أعضائها في غارة إسرائيلية، معتبرة ذلك "فرصة للتنصل من التزاماتها المالية" واستغلال العدوان الإسرائيلي كذريعة لحرمان الموظفين من لقمة عيشهم.

ووفق المصادر، فقد عيّنت المليشيا محمد مفتاح، وهو خطيب جامع لا يحمل مؤهلات إدارية أو اقتصادية، خلفًا للرهوي، بهدف ضمان خضوع الحكومة الجديدة لإملاءاتها.

في الأثناء، ارتفعت أصوات الناشطين والفنانين في صنعاء احتجاجًا على انقطاع المرتبات منذ عشر سنوات، حيث عبّر الممثل سلطان الجعدبي في مقطع مصوّر عن معاناة الفنانين قائلًا: "الممثلون ماتوا من الجوع، والوعود التي أطلقها الحوثي والمشاط لم تُنفذ". وأضاف بحرقة: "لا تدفعوا الممثلين لبيع أنفسهم بسبب جوعهم وجوع أطفالهم"، فيما أكّد الممثل أنيس العنسي في تسجيل آخر أن بعض الفنانين اضطروا إلى التسوّل لتأمين قوت يومهم.

وردّت المليشيا على هذه الأصوات بالقمع، إذ اختطفت الناشط صالح القاز من منزله في صنعاء على خلفية منشور تضامن فيه مع الفنانين، وتحدث عن معاناة السكان من الجوع. وذكرت مصادر حقوقية أن عناصر مسلحة تابعة لجهاز المخابرات الذي يديره علي الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، اقتحمت منزل القاز واعتقلته بطريقة مهينة واقتادته إلى جهة مجهولة.

الواقعة أثارت استنكارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد ناشطون أن القاز لم يكن يشكل أي خطر أمني، وأنه استخدم صوته للدفاع عن قضايا الناس ومعاناتهم فقط.

وفي محاولة لتبرير حملة القمع المتوقعة ضد المنتقدين، زعم القيادي الحوثي أحمد مطهر الشامي أن "مؤثرين يمنيين تلقوا دعمًا من التحالف العربي للتحريض على الجماعة"، متهمًا أجهزة استخبارات سعودية وإماراتية بـ"استقطاب مؤثرين عبر رحلات إلى السعودية ومصر بغرض توجيههم ضد حكومة صنعاء".

مراقبون اعتبروا هذه المزاعم "ذريعة لتبرير حملة جديدة لإسكات ما تبقّى من الأصوات المستقلة"، مؤكدين أن المليشيا تواصل إغلاق المجال العام وقمع حرية التعبير في ظل تدهور معيشي غير مسبوق، فيما يتسع الفقر والجوع في مناطق سيطرتها.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية