أحيت مليشيا الحوثي، اليوم الأحد 21 سبتمبر، الذكرى الحادية عشرة لانقلابها على الدولة في العام 2014، وسط رفض واسع من اليمنيين الذين يعتبرون هذا اليوم "نكبة وطنية" ألقت بظلال كارثية على حاضر البلاد ومستقبلها.
ففي مثل هذا اليوم قبل أحد عشر عاماً، اجتاحت الجماعة العاصمة صنعاء وأسقطت مؤسسات الدولة، لتفتح الباب أمام حرب دامية ما تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم. ومنذ ذلك الحين، يعيش اليمن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب توصيف الأمم المتحدة.
أدى انقلاب 21 سبتمبر إلى مقتل ما يزيد عن نصف مليون يمني، وتشريد أكثر من خمسة ملايين نازح داخل البلاد وخارجها، بحسب تقديرات منظمات محلية ودولية. كما تسبب في دفع أكثر من 20 مليون شخص إلى هاوية الفقر والجوع، نتيجة توقف رواتب الموظفين وانهيار الاقتصاد وتراجع الخدمات الأساسية.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن أكثر من نصف البنية التحتية للبلاد تعرضت للدمار خلال الحرب، فيما حولت الجماعة موارد الدولة لمصلحة تمويل عملياتها العسكرية وبقائها في السلطة، في الوقت الذي يرزح فيه ملايين اليمنيين تحت خط الفقر.
ويرى مراقبون أن احتفالات الحوثيين بهذا اليوم لا تعبر عن مناسبة وطنية، بقدر ما تمثل تكريساً لمشروع سلالي طائفي يسعى إلى استعادة الحكم العائلي القديم، على حساب الجمهورية ومبادئ ثورة 26 سبتمبر 1962.
ويقول منتقدون إن ما تسميه الجماعة "ثورة شعبية" ليس سوى انقلاب دموي تسبب في تمزيق النسيج الاجتماعي، وإشعال الفتن، وإدخال البلاد في دوامة الصراع المسلح.
وبينما تواصل الجماعة إحياء المناسبة بمسيرات وشعارات طائفية، يصفها كثير من اليمنيين بأنها "أم النكبات اليمنية"، إذ لم يسبق لليمن أن عرف كارثة إنسانية وسياسية بهذا الحجم في تاريخه القديم والمعاصر.
ويؤكد ناشطون أن التاريخ سيسجل انقلاب 21 سبتمبر باعتباره لحظة فارقة أضاعت حلم اليمنيين في بناء دولة مدنية، وأدخلتهم في سنوات من الدمار والدماء والدموع.