أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم مساعدات طبية عاجلة لمواجهة التفشي الحاد لوباء الكوليرا وغيره من الأمراض المنقولة بالمياه في اليمن، وذلك في إطار استجابته المتواصلة للأزمة الإنسانية والصحية التي تعصف باليمن.
وقال مدير عمليات الجوار والشرق الأوسط في مديرية الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية (ECHO)، أندرياس باباكونستانتينو، إن الجسر الجوي الإنساني الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي لمكافحة الكوليرا والأمراض المنقولة بالمياه في اليمن "اكتمل بنجاح"، مؤكداً أن هذه المساعدات تشمل أدوية ولقاحات ومستلزمات طبية ضرورية للتصدي للأمراض المعدية التي تهدد حياة ملايين اليمنيين.
وأشار المسؤول الأوروبي إلى أن هذا التحرك يمثل وفاءً بالتزامات الاتحاد التي قُطعت في الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين بشأن اليمن في بروكسل، كما يعكس "الدعم الثابت للشعب اليمني في مواجهة واحدة من أسوأ أزمات الطوارئ الصحية في العالم".
وفي السياق ذاته، أوضحت المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات حجة لحبيب أن الاتحاد الأوروبي أتم جسراً جوياً لنقل المساعدات الإنسانية، تضمن 30 رحلة جوية حملت أكثر من 432 طناً من الإمدادات، مشيرة إلى أن "كل رحلة مثلت شريان حياة ساهم في الحد من انتشار الكوليرا وضمان وصول الإمدادات الحيوية إلى المحتاجين".
وبحسب تقارير أممية حديثة، يُعاني اليمن من واحدة من أشد أزمات الكوليرا في العالم، إذ تم تسجيل أكثر من 332 ألف حالة اشتباه و1,073 حالة وفاة مرتبطة بالمرض خلال فترة قصيرة، في حين أثّر التفشي على أكثر من 98% من المديريات. كما تشير التقديرات إلى أن نحو 19.6 مليون شخص في البلاد بحاجة إلى المساعدات الصحية هذا العام، في ظل تدهور البنية التحتية الطبية، ونقص التمويل، وغياب الكوادر المتخصصة.
ويعكس هذا الدعم الأوروبي استمرار الجهود الدولية لحشد الموارد الإنسانية لمواجهة الكارثة الصحية في اليمن، وذلك بالتوازي مع التحركات السياسية لإبقاء الأزمة الإنسانية على رأس أجندة المحافل الدولية.