محلي

التحكم في الرأي العام ومحاولة استغفال البشر..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 2 ساعة و 29 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في البداية تبث وزارة داخلية الحوثيين تعميماً للمواطنين (تدعو) فيه إلى عدم تصوير أماكن القصف وآثاره.. ثم توزع تعميما لاحقا تحاول الإقناع بأن ذلك التصوير ما هو إلا خدمة مجانية لكيان العدو الإسرائيلي.. وفي تعميم ثالث تهدد بمعاقبة أي شخص يقوم بالتصوير..!!

 ونجد هنا إلحاحاً مشدداً حول هذا الموضوع، ثم تدرجاً ملحوظاً في صيغة وحِدَّة مخاطبة المواطنين، خصوصاً بعد القصف الأخير الذي استهدف إدارة التوجيه المعنوي بصنعاء، وراح ضحيته صحفيون ومواطنون أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في غوغاء الحوثيين ومغامراتهم، التي أصبح الجميع يتفقون على أنها سياسة إلهاء ماكرة وتهرُّب واضح من المسئوليات والمساءلات ومن مطالب المواطنين تجاه الجماعة باعتبارها تقدم نفسها كسلطة وكدولة..!!

وكثيرة هي الحالات والمواقف المماثلة كانت قد أزالت سابقاً الغشاوة عن عيون العامة، وفتحت أمامهم فضاءات التأمل فالتساؤل حول حقيقة وجدوى ما تقوم به المليشيا من مغامرات، لا نتائج لها أكثر من كونها استدعاء لقتل اليمنيين والعبث الرخيص بدمائهم، وتدمير مقدرات وطنهم المثخن بالجراح والشتات، نتيجة انقلاب هذه العصابة الإجرامية، التي لا تضع المواطنين ولا الوطن في أي من اعتباراتها، والتي تبين الأحداث والمواقف من يوم لآخر أنها أنما تسعى للحفاظ على سلطتها وتعزيز انقلابها، بأية صورة وطريقة وأياً كان الثمن والمقابل..!!

ولو عدنا لقراءة وتدبر خطاب التعميم متدرج الحدة الذي تبنته واتبعته المليشيا المنقلبة تجاه المواطنين.. ستستوقفنا الكثير من الملاحظات والمبررات الأكيدة والمحتملة بدرجة عالية.. فقد تبين على سبيل المثال أن القصف الأخير لم يكن لإدارة التوجيه المعنوي وحسب، وإنما كان في حقيقته وحساباته الواقعية، قصفاً موجعاً لبرج عال من الثقة والدعم الشعبي معنويا وماديا، كان الحوثيون يحاولون إيواء عامة الناس بداخله، ليكونوا سنداً لشرعية بقائهم الزائفة، وأساساً ضامناً لاستمرار انقلابهم، وإلهاء شاغلاً عن أية مساءلات قد تخطر في بال أحد من العامة والخاصة تجاههم وتجاه سلطتهم وانقلابهم..

إنهم بتلك التعميمات إنما يحاولون كتم حقيقة ما يحدث على أرض الواقع، وفرض اكتفاء العامة بما يقدمونه هم من مشاهد ونصوص وصور وتصورات للأحدث، يقلبونها ويبررونها ويكيفونها حسب مزاجهم الحصري، خشية أن ينقلب عليهم الحال.. وفي تصورهم الأناني أن لا مشكلة في أن تنهار أطنان من الخرسانة على رؤوس الأبرياء، فذلك قضاء وقدر وفداء لغزة وفلسطين، بقدر ما يهمهم استغلال ذلك الحدث والاحتماء والمزايدة به أياً كانت خسائره، بدلاً من أن ينقله الآخرون بتصوراتهم المغايرة، فينهار على رؤوس هذه العصابة برج الثقة الذي استهلكت فيه المستهلك من القضايا الوطنية والقومية والدينية المخادعة..!!

لا يزال وسيظل الانقلابيون ما قدر لهم يحاولون استغفال الرأي العام وإقناعه بأنهم الأحق بكتابة سيناريوهات الأحداث، وأنهم المخولون بالتعليق والوصف وتوجيه الخطاب والرأي دون غيرهم، في تصرف لا أخلاقي من قبلهم، يصورون من خلاله اليمنيين، على أنهم عديمو الفهم والقدرة على تحليل الوقائع ووصفها وتقديرها..!! بل نقولها دون خداع ومواربة كما يفعلون، وإنما بكل صراحة ومباشرة، يريدون أن يطبقوا على شعب بأسره سياسة القطيع أو ثقافة التابع، الذي عليه أن يعطل كافة حواسه ويستغني عن عقله وتفكيره، وألا يصدق أو يؤمن إلا بما يقدم له ويملى عليه، من قبل الجماعة، وإن كان مؤدى ذلك إلى الجحيم..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية