أكدت منظمة "دوركاس" (غير الحكومية) أن اليمن يشهد حالة طوارئ صحية عامة وحمائية حرجة، مع تفشي الأمراض المنقولة بالمياه على نطاق واسع، بما في ذلك الكوليرا والإسهال المائي الحاد والحصبة والدفتيريا وحمى الضنك والملاريا وشلل الأطفال الناتج عن اللقاح (ينتشر بين الأطفال غير المحصّنين).
ويواجه اليمن إحدى أشد الأزمات الإنسانية حدة في العالم، إذ يقدر أن 21.6 مليون شخص سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في 2025.
وقالت المنظمة ومقرها هولندا في تقرير لها إنه رغم هذه الحاجة الملحة، لا يزال الاهتمام والتمويل الإنساني محدودين للغاية.
وتعاني الخدمات الصحية في اليمن من ضغوط هائلة، وهي عاجزة عن تلبية متطلبات هذه الحالة الطارئة الكبرى.
ويفتقر حوالي 19.6 مليون شخص إلى أبسط خدمات الرعاية الصحية، ومئات المرافق الصحية معرّضة لخطر الإغلاق. وتؤثّر الكوارث المرتبطة بالمناخ، كالفيضانات، بشكل متزايد على حياة الناس وتلحق أضرارًا بالبنية التحتية الصحية، ما يفاقم الوضع.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلاً لتوفير تمويل طارئ للرعاية الصحية، إذ تعرّض ملايين الأرواح للخطر. وناشد المكتب القطري للمنظمة في اليمن توفير 57.8 مليون دولار للوصول إلى 10.5 ملايين شخص لتقديم المساعدات الصحية الطارئة المنقذة للحياة في عام 2025.
وأعلنت منظمة "دوركاس" أنها تستجيب لهذه الأزمة الإنسانية المدمرة، وتحديدًا تفشي وباء الكوليرا، الذي سجلت فيه 72144 حالة مؤكدة وحوالي 300 حالة وفاة منذ عام 2024.
وبالتعاون مع وزارتي الصحة والمياه، تنفّذ المنظمة برنامجًا متعدد القطاعات في تعز وعدن. ويقدم المشروع دعمًا عاجلًا في مجال المياه والنظافة والصرف الصحي للمحتاجين، بمن فيهم النازحون داخليًا والعائدون. وسيسهم هذا في استعادة إمكانية الحصول على مياه شرب آمنة، ومنع انتشار الأمراض، والحد من خطر العدوى في المجتمعات الأكثر ضعفًا، مع بناء قدراتها على الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية.
وفي تعز سيركّز المشروع على حصول 145971 شخصًا على مياه آمنة ومكلورة عبر شاحنات المياه لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر. وفي عدن سيتم تدريب 160 من العاملين في مجال الصحة المجتمعية لتعزيز ممارسات النظافة ومساعدة الفرق الطبية المتنقلة في تحديد الأمراض وعلاجها، وبالتالي الوصول إلى 4 آلاف شخص محتاج، كما سيحصل 120 من العاملين في مجال الرعاية الصحية على تدريب تنشيطي.
وتهدف هذه الجهود إلى الحد من انتشار المرض، وتحسين صحة المجتمع، وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية خلال فترة تفشي المرض.
وأكدت "دوركاس" التزامها بتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية، والعمل على إيجاد حلول مستدامة في اليمن.