محلي

علاقة التخادم والتنافع بين الحوثيين وإسرائيل..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 5 ساعة و 37 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا أحد في الوجود لديه مصلحة من بقاء السلطات في أيادي المليشيات في مختلف دول المنطقة، أكثر من أمريكا وربيبتها المدللة إسرائيل.. وعليه فإنه من الخطأ الاعتقاد بأن إسرائيل ستلحق بأية مليشيا ضرراً موجعاً يودي بها، بما في ذلك مليشيا الحوثي في اليمن، قدر ما يبدو من المؤكد أنها تسعى وستظل تسعى إلى خلق وتهيئة الأجواء الاستراتيجية والقابلية الشعبية، التي تعزز من بقاء واستمرار المليشيات ودعم الانقلابات، على حساب الأنظمة التي من الممكن أن تحقق الاستقرار للأنظمة والشعوب.. لأن ذلك الاستقرار سيجعل الأنظمة والشعوب في غاية الاستعداد والتفرغ لمواجهة الكيان المحتل..

وفي هذا السياق يجب ألا يستبعد أي طرح بخصوص علاقات إسرائيل الخفية والماورائية في المنطقة، خصوصاً بالجماعات المتمردة والتنظيمات الإرهابية، التي تسعى لإسقاط الأنظمة وتقويض المنظومات المجتمعية الطبيعية، تحت عناوين بدائية وسرديات عصبية لا تتماشى مع العصر، وتتناقض تماما مع الفكر الحديث لمفهوم الدولة.. بما في ذلك جماعة الحوثيين، فمهما حاولت هذه الجماعة، كغيرها من الجماعات الدينية، إظهار تناقضها وعداءها للكيان الصهيوني المحتل، إلا أنها تظل من أهم الأدوات التي تستخدمها إسرائيل لإلهاء شعوب المنطقة عن مشروعها الاستيطاني القذر وتثبيت أسسه الخبيثة..

وحتى في حالات تشظي وانقسام تلك الجماعات من داخلها، فإن إسرائيل، وطبعا بتوجيه ودعم أمريكيين، تذهب في العادة باتجاه الأطراف الأكثر تطرفاً والأضمن من ناحية استمرار الانقلابات وتوحشها وتجذير وجودها في المجتمعات العربية.. لتؤدي معها الأدوار الضامنة لعدم عودة الاستقرار أو استعادة الأنظمة التي من الممكن أن يتجسد معها واقع الدولة المستقرة.. فاستقرار الدول والأنظمة من أكثر التهديدات التي تخشى إسرائيل مواجهتها.. بينما واقع الفوضى وانعدام الاستقرار هو البيئة المناسبة، التي تستطيع إسرائيل أن تنفذ فيه ومن خلاله أجنداتها الاستيطانية وأجندات حارسيها الأمينين (أمريكا وبريطانيا) الاستراتيجية..

وبالإشارة إلى فكرة الاحتمالات حول علاقة إسرائيل بالمليشيات والجماعات الانقلابية، وطرح احتمالات التنافع بينها وبين تلك الكيانات، فإن مثل هذه الأفكار والطروحات ذات قابلية كبيرة في الأوضاع الراهنة في المنطقة عموما، وفي كل بلد منها على حدة.. ولن نجد دليلاً على ذلك أكثر وضوحاً من الحرب المدعاة أو الوهمية القائمة بين الكيان وبين الحوثيين.. فهي حرب ذات تخادم ونتائج إيجابية لكلا الطرفين، وإن كان في آثارها أية خسائر فليست تلك الخسائر إلا من نصيب اليمنيين، الذين يتعرضون للخداع وتسويف استعادة دولتهم وحياتهم الطبيعية، تحت عناوين ومسميات قومية وعاطفية كاذبة لا تسمن ولا تغني من جوع..

وإذا أخذنا موضوع الاستهداف الإسرائيلي للحكومة المحسوبة على الحوثيين كمثال، وطرحناه على طاولة التشريح، وعرضناه لاختبارات واعتبارات الصدق والكذب، بالتوازي مع ما يجري داخل الجماعة من تجاذبات وانقسامات خفية (نتمنى أن تكون سبباً مباشراً في إنهاء انقلابها)، ثم وضعنا في الاعتبار موقع وأهمية ضحايا الاستهداف كأسماء وأشخاص، وحاجة الحوثيين المستمرة إلى مرويات عاطفية جمعية كتلك التي تعزز بقاءهم واستمرار انقلابهم، سندرك تماماً أن إسرائيل مستمرة في تقديم خدماتها للمليشيا الانقلابية، وملتزمة بتعزيز فكرة التخادم والتعاون القائمة بينها وبين كل جماعة إرهابية أو مليشيا انقلابية يمكنها أن تكون بديلاً عن شكل الدولة المستقرة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية