اقتحم مسلحون تابعون لمليشيا الحوثي، صباح الأحد، مقر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء، وقاموا بالتمركز داخله لساعات، في حادثة مفاجئة تنذر بمزيد من التوتر بين جماعة الحوثي والمنظمات الأممية.
وقالت مصادر مطلعة لـ"اليمن اليوم" إن المسلحين الحوثيين فرضوا إجراءات مشددة على الموظفين الأمميين، وأخضعوهم لعمليات تفتيش دقيقة، قبل أن ينتشروا في أروقة المبنى ومحيطه. وأوضحت المصادر أن الاقتحام جاء دون سابق إنذار، الأمر الذي أثار حالة من الهلع والقلق بين موظفي البرنامج.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد الخلافات بين الحوثيين والأمم المتحدة بشأن آليات توزيع المساعدات الإنسانية والرقابة على مخزونها، حيث تتهم المنظمات الأممية الجماعة بعرقلة إيصال المساعدات إلى المستحقين، فيما يسعى الحوثيون لفرض شروطهم على عمليات التوزيع والتحكم بقوائم المستفيدين.
وأبدى موظفون محليون ودوليون مخاوفهم من أن تؤدي مثل هذه الممارسات إلى شلّ عمل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، ما قد يفاقم الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه ملايين اليمنيين.
من جهتها، لم يصدر تعليق فوري من برنامج الأغذية العالمي أو مكتب الأمم المتحدة في اليمن، غير أن مصادر دبلوماسية حذّرت من أن الاقتحام قد يؤثر على مستقبل عمل المنظمات الدولية في مناطق سيطرة الحوثيين، ويزيد من حالة انعدام الثقة بين الجانبين.
وتُعد هذه الحادثة من أبرز الانتهاكات التي تستهدف مقار المنظمات الأممية في صنعاء خلال الأشهر الأخيرة، ما يعكس حجم الضغوط التي تمارسها الجماعة المسلحة للسيطرة على المساعدات وتحويلها إلى أداة نفوذ سياسي وعسكري.