محلي

قائم على تقاعس خصومه.. انقلاب الحوثيين بلا قاعدة شعبية..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 5 ساعة و 28 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما إن يدخل قيادي أو ناشط حوثي يكتب تغريدة أو منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، حتى تتناوشه أنياب أبناء الشعب، تنهشه وتعري أكاذيبه وادعاءات جماعته الإرهابية بشكل لم يكن مسبوقا من قبل..!! فعند التدقيق على منشورات الحوثيين وأذنابهم المتحوثة.

 نلاحظ أن نسبة التعليقات التي تهاجمهم وتزدري نهج جماعتهم وعنصريتهم ودجلهم، تتجاوز ٩٥% إلى نسبة مؤيديهم، ممن ينتمون إلى الجماعة، أو يتزلفون لها مرغمين في غالب الأمر، بغية حاجة أو خوفاً من بطش، هذا على الرغم من أنهم يحشدون ذبابهم ويجيشون مرتزقتهم إلى مواقع التواصل، ويرغمون بقية الناس من موظفين وأصحاب حاجة على التفاعل والدفاع عنهم..!!

وهذا إن دل على شيء ذي قيمة ومعنى، فإنما يدل على أن معدل القبول بالجماعة والتقبل لها في أوساط المجتمع، قد انخفض إلى حد كبير، ولم يعد بينه وبين المستوى الصفري، إلا تحرك صحيح ولو لخطوة إيجابية واحدة من قبل خصومها.. وفي مقدمة الخصوم الشرعية التي تعتبر في كل الأحوال هي الخيار الآخر الوحيد، الذي يتمسك به أبناء الشعب في كل بقعة من بقاع الوطن.. وعلى الرغم من الأخطاء الكثيرة والكبيرة التي اقترفتها الشرعية، لتقصير منها أو لظروف ضاغطة أخرى، إلا أنها تظل خياراً أمثل لأبناء الشعب.. وهو ما يحمِّل هذه الشرعية مسئولية كبيرة، من العيب والضرر في حقها أن تستمر في التنصل منها أو حتى السكوت عنها والتقاعس دونها..

ويبدو أنه لا مجال للشك في أن ذلك التقاعس المستغرب والمستهجن، من قبل معظم إن لم يكن كل أبناء الشعب، هو الجوهر المتسبب في بداية وتفاقم أزمة اليمن واستمرارها كل هذا الوقت، بل وهو الجسر الذي عبرته المليشيا الإرهابية طريقا سالكا إلى الانقلاب وتحويل الوطن إلى هذا الجحيم، الذي بات يشكل سببا في هجرة من استطاعوا أن يهاجروا منه، بحثا عن أوطان أخرى تضمن لهم على الأقل استمرارهم على قيد الحياة.. كما هو أيضاً سبب في بحث البقية المتبقية عن وسائل فرار مماثلة، ينقذون عبرها ما تبقى من أعمارهم، أما أحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية مع وطنهم فلم تعد في أي حسبان لهم، وقد انحصرت كلها في التخلص من هذا الانقلاب الباغي، الذي يقاسون معه مرارات اغتراب موحشة وكأنهم في أرض ليست موطنا لهم..!!

المحير للغاية والملفت للانتباه كثيراً هو أن انكشاف خداع الجماعة الانقلابية، وبالتالي تراجع وانهيار ما اشتغلوا عليه بالخداع والكذب من قاعدة شعبية من البسطاء العاطفيين والأتباع المنتفعين، لا يتم استغلاله على الوجه الأمثل، أو على الأقل الأنفع للشرعية ومختلف خصوم الانقلابيين..!! بل أن خصومهم أحياناً ما يساهمون في تماسكهم والحفاظ على توازنهم، بدلا من أن يستغلوا الحلقات الأضعف لهم وينقضوا عليهم من خلالها للإطاحة بهم..!! وهذا إن أثبت شيئاً أو دل على حقيقة، وإن كانت غريبة بعض الشيء، فهي أن العصابة المنقلبة محظوظة بشكل كبير بخصوم متقاعسين إن لم يكونوا متآمرين، كما أصبح الكثيرون يصفونهم..

وأيا كانت الأسباب والظروف التي تبرر لخصوم الانقلاب موقفهم، فإنهم بقصد أو بدون قصد، يعتبرون من العوامل الرئيسية في بقاء هذه العصابة، وأنهم يساعدونَها أكثر من أتباعها، على استمرار انقلابها وسطوتها في مناطق نفوذها..!! وإن من أشد أخطاء الشرعية انفصالها أو ابتعادها عن المواطنين والقواعد الشعبية في المجتمع وانقطاعها عن المواطنين في الداخل، من يمثلون قطاعات كبيرة من أبناء الشعب، الذين عرفوا وفقهوا مشروع الحوثي بشكل كبير ويقيني، وأصبحوا خصوما للجماعة، بعد أن كانوا إناء لها، ولكنهم خصوم معطلون، بسبب إحساسهم بالخذلان وانقطاع الشرعية عن معاناتهم مع الانقلاب، وتطلعاتهم بالخلاص منه..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية