محلي

العصابة الحوثية تسخّر طاقاتها الخارقة لصك عملة بائسة لم تعد متداولة

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 13 ساعة و 58 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما إن أعلنت العصابة الحوثية عن صك عملة معدنية جديدة فئة خمسين ريالًا حتى أثارت سخرية شعبية عارمة، تتندّر من إصرارها على الاهتمام بأمور صغيرة جدًا، وإهمال مسؤوليات أهم وأكبر تتنصل منها باستمرار، لتؤكد لليمنيين والعالم كله أنها أعجز من أن تدير سلطة وتعالج هموم شعب لا طاقة لها على احتماله.

في خطوة مثيرة للضحك والبكاء معًا؛ أمسكت العصابة الحوثية بتلابيب العملة الوطنية فئة الخمسين ريالًا وجرجرتها إلى معامل الصك المزورة محليًا؛ لتنفخ الروح فيها من جديد وتعيد صكها معدنيًا، بعدما هلكت ورقيًا وشبعت موتًا، فيما تركت الفئات الكبيرة كالألف ريال والخمسمئة والمئتين في حالة من التمزق والتلف والتشوه يندى لها الجبين، لتبلغ الملهاة ذروتها حين تصر على تجاهل الفئات الأكثر تداولًا؛ وتُسخّر طاقاتها الخارقة لصك عملة بئيسة لم تعد في متناول الناس أصلًا.. ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية داخل اليمن وخارجه.

إذ لم يقتصر الأمر على البنك المركزي التابع للحكومة المعترف بها، الذي رفض الخطوة الحوثية واعتبرها تزويرًا فاضحًا وإجراءً غير قانوني من ميليشيا غير معترف بها في العالم كله، بل أثارت الخطوة سخرية شعبية عارمة في العاصمة صنعاء، تتندّر من تصرفات الميليشيا المتخلفة من حيث اهتمامها بأتفه الأمور وإهمالها لمسؤوليات أكبر..

فعملة الخمسين ريالًا انهارت منذ سنوات، بسبب الغلاء الفاحش وانهيار العملة الوطنية أمام مثيلاتها الأجنبية، وحلّت محلها ورقة المئة والمئتي ريال كأقل قيمة شرائية متداولة في الأسواق، ولم تعد تمثل أية قيمة شرائية؛ مثلها مثل ورقة الريال والخمسة والعشرة ريالات والعشرين ريالًا التي أصبحت ذكرى من الزمن الجميل.

مواطنون علّقوا ساخرين على هذه الخطوة الحوثية المخجلة بأنها قد تكون إجراءً تقشفيًا لتخفيض صدقاتها وزكواتها على الفقراء والمعدمين إلى أقل تعرفة نقدية، بعدما تضخمت أعدادهم أضعافًا مضاعفة خرجت عن سيطرتها بسبب حروبها المتواصلة ورفضها للسلام، وبات من الأهمية بمكان أن توزّع زكواتها بفلسات معدنية، حرصًا على المال العام من الإهدار – يقول مواطن – أو ربما لتغطية مرتبات موظفي الدولة – يقول آخر – بحيث تُصرف نصف المرتب المخجل بمعدن الخمسين ريالًا؛ كعقاب للموظفين على رفضهم ورقة الخمسمئة – الأكثر تمزقًا وتشوهًا – والتي تُجبرهم على استلامها باستمرار؛ إمعانًا في إذلالهم وامتهان كرامتهم الآدمية.

فيما تساءل آخرون بسخرية لاذعة عن سر اهتمام الحوثي بفئة الخمسين منذ انقلابه المدمّر، فقد بدأ مشروعه الهزلي بدعوة المواطنين إلى التبرع بخمسين ريالًا للبنك المركزي، لدعم مرتبات موظفي الدولة التي تنهبها جماعته منذ العام 2016، واليوم يصك خمسين ريالًا معدنيًا، وبدلًا من إنجاز خطة خمسية للدولة، طبخ عملة خمسينية.. مطالبين أولًا بكشف مصير الخمسين ريالًا التي تبرع بها المواطنون سابقًا ولم تصل إلى جيوب الموظفين مطلقًا، بل إلى جيوب الحوثيين دون غيرهم.

فيما سخر ناشطون قائلين إن العصابة الحوثية قد تكون معذورة بصك فلسات معدنية، فحالة التضخم التي أصابتها بالغرور جعلتها تنظر إلى الأمور بمنظار مجسّم، وتعتقد أن الخمسين ريالًا المعدنية تعادل الريال الفرانصي – أو عملة ماريا تريزا الفضية في زمن الإمامة البائدة، وشرّ البلية ما يضحك!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية