تواصلت حالة الغضب الشعبي في مدينة تعز، حيث نظم العشرات من المواطنين، صباح اليوم، وقفة احتجاجية غاضبة أمام المقر المؤقت للسلطة المحلية، احتجاجًا على الانقطاع الحاد والمستمر لمياه الشرب، وسط صمت رسمي وتجاهل للمعاناة المتفاقمة التي يعيشها السكان.
ورفع المحتجون جالونات المياه الفارغة وعبوات الشرب خلال الوقفة، في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تحاصر المدينة منذ أسابيع.
وردد المشاركون هتافات تندد بعجز السلطة المحلية وتهاونها في معالجة أزمة المياه، مطالبين بتدخل مباشر وسريع من مجلس القيادة الرئاسي لوضع حد لما وصفوه بـ"الحرمان القسري" من أبسط الحقوق الأساسية.
وللتعبير عن حجم المعاناة، حمل المحتجون لافتات كُتب عليها عبارات من بينها: "أنقذوا تعز من العطش"، و"نبحث عن الماء في زمن الدولة الغائبة"، مشددين على أن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل أو التسويف، في ظل ما وصفوه بلامبالاة الجهات المعنية وعدم تحركها لمواجهة الكارثة.
ويعاني سكان تعز منذ سنوات من أزمة مياه خانقة، غير أن الوضع بلغ مستويات غير مسبوقة خلال الأسابيع الماضية، حيث توقفت إمدادات المياه عن معظم أحياء المدينة، ما اضطر السكان للجوء إلى شراء الماء من الصهاريج بأسعار باهظة، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ما زاد من معاناة الفقراء وذوي الدخل المحدود.
ويقول المحتجون إن المدينة باتت محاصرة بالعطش في ظل غياب تام لأي حلول فعلية، مؤكدين أن السلطة المحلية لم تعد تملك سوى إطلاق الوعود التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ، فيما تتفاقم الأزمة مع مرور كل يوم، مهددة بانهيار الوضع الصحي والبيئي في المدينة.
وعبّر عدد من المشاركين في الوقفة عن سخطهم الشديد تجاه ما وصفوه بإهمال السلطة وغياب الشعور بالمسؤولية، مؤكدين أن سكان تعز أصبحوا مرغمين على شراء الماء بأسعار مضاعفة، ما يحرم العديد من العائلات من حقوقها الأساسية، وسط حالة من الصمت الحكومي المريب.
ويحذّر مراقبون من أن استمرار تجاهل هذه الأزمة قد يدفع الأوضاع نحو انفجار شعبي واسع، مؤكدين أن أزمة المياه تجاوزت كونها مشكلة خدمية إلى تهديد خطير للاستقرار المجتمعي، في واحدة من أكثر المحافظات تضررًا من الحرب والحصار.
وفي ختام الوقفة، طالب المحتجون مجلس القيادة الرئاسي بسرعة إرسال لجنة حكومية لإدارة أزمة المياه في تعز، وتحمل مسؤولياتها تجاه ملايين السكان المحاصرين بالعطش، محذّرين من تصعيد خطواتهم الاحتجاجية إذا لم يتم التحرك الفوري لمعالجة الكارثة التي تهدد حياتهم.