في تصعيد جديد يُنذر بتداعيات خطيرة على أمن الملاحة الدولية، تعرّضت سفينتان تجاريتان لهجومين منفصلين خلال الساعات الماضية قبالة سواحل الحديدة، ما أسفر عن إصابات في صفوف البحّارة وفقدان آخرين، وسط حالة استنفار دولي متزايدة وتحذيرات أمنية مشددة.
وقالت مصادر أمنية بحرية إن السفينة التجارية "Eternity C"، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، تعرضت مساء الإثنين لهجوم بطائرات مسيّرة وزوارق سريعة مزودة بقذائف "آر بي جي"، على بعد نحو 49 ميلاً بحرياً جنوب غرب ميناء الحديدة، ما أدى إلى إصابة اثنين من طاقمها وفقدان اثنين آخرين، بينما تعطلت محركات السفينة وبدأت بالانجراف.
وأوضحت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أن الهجوم تسبّب في اشتعال حريق كبير على متن السفينة، وأجبر بقية الطاقم على إطلاق نداء استغاثة، فيما تواصلت محاولات الإنقاذ بمساعدة سفن قريبة.
وفي حادثة منفصلة، تعرضت السفينة التجارية "Magic Seas"، التي ترفع أيضًا علم ليبيريا وتديرها شركة يابانية، لهجوم مماثل مساء الأحد، حيث استُهدفت بقذائف صاروخية من زوارق مسلحة، قبل أن تُضرب بطائرة مسيّرة مفخخة، ما أدى إلى أضرار جسيمة، واضطر طاقمها إلى إخلائها، ليتم إنقاذهم لاحقًا من قبل سفن مارة في المنطقة.
مركز عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) أكد وقوع الهجمات، وأصدر تحذيرًا عاجلاً للسفن العابرة في البحر الأحمر وخليج عدن، داعيًا إلى اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر والإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة.
وتزامنًا مع هذه الهجمات، شنت طائرات إسرائيلية غارات مكثفة استهدفت موانئ خاضعة لسيطرة الحوثيين، من بينها الحديدة ورأس عيسى والصليف، بالإضافة إلى مواقع أخرى يُشتبه باستخدامها لتخزين الأسلحة ومنصات إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وأفادت تقارير بأن الغارات الإسرائيلية جاءت ردًا على تصاعد الهجمات الحوثية، في حين أعلنت جماعة الحوثي إطلاق صواريخ على أهداف داخل إسرائيل رداً على تلك الضربات، في تصعيد خطير ينذر بتوسيع رقعة الصراع في المنطقة.
المستجدات الأخيرة تثير مخاوف واسعة من تداعيات هذه الهجمات على حركة التجارة العالمية، حيث يمرّ نحو 15% من تجارة العالم عبر البحر الأحمر، وسط تحذيرات متزايدة من تكرار استهداف السفن المدنية وخطوط الإمداد العالمية.
ودعت شركات الملاحة الدولية إلى إعادة تقييم إجراءات الحماية للسفن المارة في المنطقة، في وقت تواصل فيه السلطات الدولية التحقيق لمعرفة ملابسات الهجمات ومن يقف خلفها.