قتل اثنان من المسلحين القبليين، مساء السبت، في محافظة الجوف شمال شرق اليمن، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين قبيلتي همدان والشولان، في مشهد يعكس تصاعد حدة التوترات القبلية في المحافظة، التي تخضع غالبيتها لسيطرة ميليشيا الحوثي.
وأفادت مصادر محلية في الجوف بأن الاشتباكات اندلعت في منطقتي "العدلَين" و"المقام" بمديرية المتون، بين مسلحين من قبيلة همدان وآخرين من قبيلة الشولان، على خلفية تجدد خلافات قبلية قديمة تتعلق بنزاعات على أراضٍ ومصالح نفوذ محلية، تفاقمت مؤخراً في ظل الغياب شبه الكامل لدور السلطات المحلية، وانفلات السلاح في يد المليشيات والقبائل.
وأكدت المصادر أن المواجهات أسفرت عن مقتل كل من "حميد محمد حميد" و"محمد صالح سبتان"، وهما من أبناء قبيلة همدان، بالإضافة إلى وقوع عدد من الجرحى من الطرفين، وسط حالة من التوتر الشديد في المنطقة، مع توقعات بتوسع رقعة الاشتباكات في حال عدم تدخل وساطات قبلية عاجلة.
وتشهد محافظة الجوف، وخصوصاً مديرية المتون، سلسلة من النزاعات القبلية المسلحة، وسط اتهامات متصاعدة لجماعة الحوثي بتغذية وتأجيج هذه الصراعات، من خلال إذكاء الخلافات بين القبائل، وتسليح بعض الأطراف، بهدف فرض سياسة "فرق تسد" لتعزيز قبضتها الأمنية والعسكرية على المحافظة التي تعد ذات أهمية جغرافية كبيرة، بحكم موقعها الحدودي وقربها من محافظة مأرب.
ويرى مراقبون أن مليشيا الحوثي تعتمد بشكل متزايد على إثارة النزاعات المحلية لإشغال القبائل، وإضعاف تماسكها، بما يضمن بقاء هيمنتها على المحافظة، ويمنع أي تحركات مناهضة لسيطرتها.
ورغم أن مثل هذه الاشتباكات القبلية تعد جزءًا من المشهد التقليدي في مناطق النفوذ القبلي، إلا أن تكرارها بوتيرة متصاعدة خلال الأشهر الأخيرة يعكس تدهور الأوضاع الأمنية، واستغلال الجماعة للمظالم القبلية القديمة بهدف تحويلها إلى نزاعات مسلحة طويلة الأمد.
وتبرز مديرية المتون كواحدة من أكثر المديريات تأزماً، حيث سبق أن شهدت اشتباكات مماثلة في فترات سابقة، وسط تحذيرات من امتداد الصراع إلى مديريات أخرى في المحافظة، مثل خب والشعف، والغيل.
وتأتي هذه المواجهات في ظل حالة من الفوضى التي تعم مناطق سيطرة الحوثيين، مع تسجيل تصاعد في جرائم النهب والسطو المسلح، إضافة إلى انهيار المنظومة القضائية وغياب سلطة الدولة.