محلي

مليشيا الحوثي كأجيرة دون أجرفي أحداث ومتغيرات المنطقة..!! (2-2)

وسام عبدالقوي

|
قبل 6 ساعة و 26 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

استطاعت إسرائيل أن تستغل أحداث القرصنة واللهو المخادع الذي تمارسه عصابة الحوثيين، تحت شعارات قومية ودينية مستهلكة وتحديات تبعث إعجاب عامة الناس، ليكون كل ذلك ضجيجاً لافتاً أو محولاً الانتباه عما تمارسه بحق الشعب الفلسطيني وإلهاءً مناسباً عما ترتكبه من جرائم تجريف وإبادة وتدمير في غزة تحديدا.. غزة التي تزعم الجماعة الانقلابية الإرهابية أنها تمارس قرصنتها من أجلها وأجل أهلها..!! فيما تكشف الحقائق سريعأ أن كل ذلك ليس إلا عمليات ابتزاز تمارسها إيران عبر هذه الجماعة/الذيل، ليس في وجه أمريكا أو إسرائيل حقيقة، وإنما في وجه العالم بأسره، وذلك بتهديد أمن خطوط التجارة العالمية في البحار..

المليشيا الحوثية تجد نفسها دائما أجيرا بلا أجرة، لقاء ما تقدمه من خدمات وتنفذه من توجيهات.. ولكنها اعتادت أيضا على أن تلتقط أجرها بعيدا عن خط مصالح آمريها ورعاتها، كما تلتقط الغربان رزقها من الجيف المتحللة..!! فالجماعة لا يفوتها توظيف الأحداث فيما يصب في أقل أو أدنى صالح يخدمها، مركزة بشكل كبير وأساسي على ما يخدم ويعزز انقلابها، ويساعد على استمراريته بأي شكل من الأشكال، فعادة ما تلجأ إلى استغلال واستثمار الأحداث وتوظيفها في اللعب على المشاعر الجمعية وتوظيف القضايا القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي حولتها إلى مطية في مشروعها الإرهابي والانقلابي..

والمثير للغرابة والاستهجان والانتقاص معا أن المليشيا الإرهابية، حتى في هذا المستوى وبالرغم من كل ذلك، لا تنسى أن تجتزئ مما تحصل عليه من عائد معنوي حصة لسيدها الفارسي.. فسرعان ما تنظم حملاتها الإعلامية والمنبرية في استغلال الأحداث وتوجيه رد الفعل والانطباع العام، باتجاه التشبيب لنفسها ولسيدها ومشغلها الفارسي، وتحويل القضية إلى مواجهة بين الخير والإسلام اللذين تدعي أنها والنظام الإيراني تمثلانهما من جهة، وبين الشر والكفر اللذين تمثلهما إسرائيل ومن وراءها من جهة أخرى، ولا تنسى أن تضيف إلى فيلق الشر عددا من الدول والشعوب التي تتعارض مع فكرها، بل وحتى اليمنيين في الداخل والخارج أيضاً..!!

وهو ما تحاول العصابة فعله الآن بشكل واضح ومباشر، خصوصا في المواجهة التي تحدث بين إيران وإسرائيل، فهي تسخر إعلامها وأدواتها للترويج بأن قضية إيران أمام إسرائيل قضية اليمن والعروبة والإسلام، بل وأن علينا أن نقاتل في الصف الإيراني وندافع عنه لئلا نخرج من الملة ويصب الله علينا غضبه..!! تلاعب بالمشاعر واستغلال بشع للمسميات القومية والدينية والإنسانية الكبرى.. ومحاولة محو فكرة العداء لإيران التي أضرت بنا كيمنيين أكثر مما أضرت بنا إسرائيل تقريبا، وربما أكثر مما أضرت بالفلسطينيين..!!

لا خلاف إطلاقا على أن إسرائيل عدو لكل عربي ومسلم، ولا يمكن أن يخبو وهج عداوتها أو يتراجع في أنفسنا وثقافتنا ومواقفنا.. ولكن ذلك لا يعني أن إيران ليست هي الأخرى عدوا لنا، سواء كيمنيين أو كعرب ومسلمين، وأن لها مشروعا استيطانيا، لا يقل خطورة عن المشروع الإسرائيلي، ففيما ينحصر مشروع اسرائيل في أجزاء من فلسطين ولبنان وسوريا.. يتمدد مشروع إيران الانتقامي والاستيطاني في العراق وسوريا ولبنان شمالا إلى اليمن جنوبا وبعض مناطق ودول شرق الجزيرة العربية، محملاً بثقافة انتقامية لها أولوياتها على أي عداء خارجي لها، حتى مع إسرائيل التي باغتتها الآن بمواجهة يبدو أنها ستكون سبباً مباشراً في سقوط نظام الملالي الفاسد، الذي كثيراً ما زايد بعدائه لليهود بينما يذهب شره واستهدافه باتجاه آخر هو اتجاه العرب..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية