محلي

شركاء المؤامرة.. شركاء في الهزيمة

نوح إدريس:

|
قبل 3 ساعة و 48 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يتصف اليمني بفضول متابعة الأحداث في المنطقة والعالم والانغماس بمختلف الأشكال والصور في مجرياتها.. بلا كلل أو ملل !.

أربعة وعشرون ساعة سبعة أيام في الأسبوع يظل 
يحلل كل شاردة وواردة .. يلوك في أحاديثه آخر التطورات والتوقعات مع أكوام من رماد التخرصات ورمادية الشائعات التي تروج لها أجهزة الميليشيا " دمرنا نسفنا شتتنا "!.
ربما كان اليمني أكثر من جسد صدق نبوءة عالم الإتصال الكندي مارشال ماكلوهان " العالم سيصبح قرية صغيرة " .
رغم ذلك يمكن القول إن اهتمام وتفاعل اليمني في السنوات الأخيرة أصبح يخالف ماكلوهان ويختلف معه في إثبات نظرية القرية الكوكبية . 
نادرا ما يلقي اليمني بالا لشؤونه الداخلية ونادرا ما يهتم بالأحداث النازلة على باله يوميا.. والمؤثرة بقسوة - في الغالب - على سير حياته ومسار الحاضر والمستقبل !.
لعل هذا كان السبب وراء وصف الرأي العام العالمي الحال في اليمن خلال عقد ب" الحرب المنسية " !.
ولعلها كانت أهم العوامل التي أوصلت المجتمع الدولي إلى قناعات أن السلام مسألة غير قابلة للطرح بهدف التحقق في اليمن !.
كما أنها غير قابلة للنقاش بين اليمنيين المنشغلين دائما بما يجري حولهم والمتجاهلين تماما لما هم عليه !.
ملخص مشكلة عدم الفهم وعدم التفاهم أن هناك من يريد تحويل اليمن إلى قرية خمينية لكنه يصطدم برفض الشعب صاحب الأرض والقرار المنتصر لإرادته والمتصدي بقوة لأجندات أصحاب العمائم .
المهم الدنيا مقلوبة هذه الأيام .. إسرائيل قصفت إيران .. إيران قصفت إسرائيل.. أمريكا قصفت إيران.. والجميع يحتفظ بحق الرد !.
لأن اليمني ذاق ويلات الحرب والدمار والموت والتشرد والنزوح فإنه يبدي تعاطفه وتضامنه الشديدين مع الشعب الإيراني في محنته .
هذا الموقف المتعاطف لا ينطبق على نظام طهران. لا ينسى اليمني أن هؤلاء كانوا ولا زالوا سبب البلاوي والنكبات الحاصلة في وطنه .
يقول الحوثي إنه شريك الإيراني في الموقف وسيفعل ما بوسعه دفاعا وانتقاما له !. 
إلى وقت قريب كان الحوثي يعلن سندخل الحرب .. من أجل إخواننا في فلسطين ثم من أجل إخواننا في لبنان ثم من أجل إخواننا في سوريا . 
مع نظام طهران يختلف الأمر والأوامر  .. يقول سنحارب من أجل شركائنا !.
شراكة قائمة على مواصلة الحوثي قرع الزوامل وإصدار بيانات الاستعداد للحرب وبيانات الدخول في الحرب ولو من أجل زيكو!.
بالطبع ملعون من يدافع عن الإسرائيلي أو يبرر جرائمه في المنطقة.. لكن على النظام الإيراني الدفاع عن نفسه طالما وصلت الحرب إلى عقر داره . 
عليه أن يستميت في الدفاع عن حقه في البرنامج النووي.. المشروع الوحيد المتبقي في ظل انهيار أكثر مشاريعه خطورة في التخصيب والتدمير للدول العربية وفي مقدمها اليمن .
يبقى التساؤل ما الذي قدمه النظام الإيراني لليمن حتى يقول الحوثي نحن شركاء ؟ جيهان١ جيهان٢…يمكن العد حتى المئة للجيهانات المرسلة خلسة للمليشيا بينما المعلن عنه رسميا ولم يصل " سفينة ملان قوارير ماء معدني للتخفيف من الأزمة الإنسانية للشعب اليمني "!.
بكل حال تشير المعطيات إلى أن نظام الخميني  وميليشيا الحوثي شركاء المؤامرة على اليمن سيكونون عما قريب شركاء في نفس المصير المهزوم .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية