دون أدنى مراعاة لحرمة شهر الحج الأكبر ومحطته الايمانية؛ استغلت العصابة الحوثية فرحة الناس بعيد الاضحى المبارك وايامه النورانية للتلاعب بعواطف المواطنين والعبث بمشاعر ملايين اليمنيين- المتلهفين لأية اخبار مفرحة تنهي مآسيهم التي طال امدها؛ وأحزان يمن عريق جلبتها اطماع سلالية مدمرة.
منذ ليلة عيد الاضحى المبارك وحتى اللحظة تفرّغت العصابة الحوثية ووسائلها الاعلامية ومواقعها الاخبارية لتضخ أكبر قدر من التسريبات التخديرية؛ وتزف بشارات وهمية ووعودا مستهلكة سئم الناس سماعها، في محاولة مفضوحة لامتصاص السخط الشعبي المتعاظم ضد عجزها عن حل ازماتها الداخلية، وإلهاء الرأي العام عن جرائمها المتواصلة ضد المواطنين في مناطق سطوتها، والتعتيم على خسائرها وفشل تسللاتها مؤخرا لإسقاط المناطق المحررة، ولتصوير نفسها كحمل وديع، تدعم مفاوضات سلام هي من تفشلها طيلة11 عاما، وتدافع عن لقمة عيش موظفين هي من تنهب مرتباتهم وتعبث بإيرادات دولتهم.. وللتغطية ايضا على هزالة مقذوفاتها الايرانية تجاه اسرائيل وعجزها عن اصابة اي مطار صهيوني حتى اللحظة- كما ترعد وتهدد ليل نهار!
فكعادتها استقبلت العيد المبارك بنشر تسريبات متنوعة عن مفاوضات جارية واتفاقات مزعومة مع الجانب السعودي والحكومة الشرعية لحلحلة الملفات العالقة، دون ان توضح اين ومتى ومن وقعها.. تارة تبشر موظفي الدولة بانتهاء ازمة مرتباتهم المنقطعة والاتفاق مؤخرا على صرفها من ايرادات النفط والغاز في مناطق الشرعية، ابتداء من مرتب يوليو القادم، وبجانبه شهريا ستة مرتبات سابقة دفعة واحدة؛ مرجعة هذه المزاعم الى حرصها على حقوق اليمنيين، ونجاح جهودها في اخضاع السعودية والحكومة اليمنية لمطالبها.. وتارة تدفع بأبواقها كالمدعو المرتضى ليناشد اطراف الصراع إتمام صفقة الاسرى، مؤكدا ان جماعته جاهزة لإطلاق جميع المعتقلين لديها دفعة واحدة، متجاهلا ان جماعته هي من تعرقل هذا الملف منذ سنوات.
وتارة تدفع بأبواق مفلسة كالمدعو عبدالله عامر ليتحدث عن جاسوس يمني جنّده الموساد الاسرائيلي لجمع معلومات عن القيادات الحوثية الداعمة لغزة، زاعما القبض على هذا الجاسوس في دولة عربية وليس في صنعاء، لعلمه ان صنعاء لا تصدق تهريجا كهذه!
ولتأكيد مزاعمها التخديرية لا بأس من الاستعانة بمصادر مستقلة كناشط سلام يُدعى عبدالعزيز العقاب- ليأتيك بمنشورات متزامنة مع فبركاتها العيدية، متحدثا عن تحركات مبشرة بين فرقاء الصراع لحلحلة الملفات الانسانية وجهود السلام، كعادته منذ اعوام في نشر اخبار وتخرصات ووعود لم يتحقق منها شيء!
طيلة11 عاما من الخراب والضياع؛ كان الناس هنا بانتظار عيد آخر غير هذه الاعياد المتشابهة الوجع.. عيد لا حروب فيه ولا صراعات دمرت يمنا عريقا؛ ولا عصابات سلالية هدمت وحدته وتعايشه، ولا زنازن لمختطفين احترقت اكباد اطفالهم وامهاتهم انتظارا لهم.. عيد يستعيدون فيه يمنهم المختطف واستقراره المفقود ونسيجه الاجتماعي المهترئ، وينعمون بخيرات بلدهم المُهدرة وتنميته المعطلة ولقمة عيشهم المنهوبة. فذاك فقط كما يقولون هو عيد اعيادهم وفرحهم الأكبر الذي عز تحقيقه حتى اللحظة وتقف الحوثية حاجزا منيعا يعيق طريقهم اليه وترفض كل ايادي السلام الممدودة، مصرة على مواصلة حروبها المدمرة ومصارعة طواحين الهواء وتدمير ماتبقى من مقدرات بلدهم؛ طمعا في مُلك سلالي بائد!!